WHAT IS VEILING ? ( Sahar Amer )( EDINBURGH UNIV. Press 2014)
قراءة نقدية لكتاب
ماذا يعني التحجب ؟ للدكتورة سحر عامر
في كتاب جديد عن
التحجب تقدم الدكتورة سحر عامر كتابها لقراء اللغة الانجليزية : وهي دكتورة جامعية
بتخصص اللغة العربية والثقافة الإسلامية ولها سمعة أكادمية في أمريكا و أوروبا
وأيضا استراليا ؟ الا أن كتابها الذي تقدمه للقارئ الغربي لا يفسح مجالا لاقناع
الآخرين بالحجاب بأنه فريضة دينية بقدر ما هو جزء من ثقافة الحشمة وزي شرقي
شعبي!!!
كتابها من نوع كتاب
الجيب فهو سلسل ممتع يخلط بين الدراسة والتجربة الشخصية ، الا أنه يعطي صيغا حتما
للرأي الكاتبة عن طريق استنتاج نهاية كل فصل من الفصول ،وأنني إذ أتفق مع الكاتبة
في بعض الفصول من ناحية التحليل المنطقي الا أنني لا أوافقها الرأي في كل
استنتاجاتها !!!
تبدأ الدكتورة سحر
كتابها بمقدمة مهمة عن تاريخ غطاء الرأس وتصل بنا أن :أقدم أثر لغطاء الرأس هو
بالحضارة السريانية حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد لتمييز بين الجارية التي
تباع بالأسواق وبين النساء الأحرار ، وأن غطاء الرأس كان شائع في كل مكان شرقا من
الصين وفارس مرورا بالعرب انتهاءا بالأغريق و الروم. وأن غطاء الرأس للجنسين كان
جزء من الثقافة العربية قبل الإسلام . وفقا للمدنية الأوروبية ، أصبح غطاء الرأس
رمزا للتخلف الإسلامي في بدايات القرن التاسع عشر فشنت ضده حملات إعلامية ضخمة
لوصفه بالرجعية وأحيانا بالعبودية . بعد أحداث 11/9 أصبح رمزا للإرهاب و الأصولية
الإسلامية في المنظور الغربي . إذن ما هو التحجب ؟ وهل هناك أنواع متعددة لغطاء
الرأس ؟ هل التحجب فرض على كل مسلمة ؟ ما هو رأي الإصلاح الديني الإسلامي بقضية
الحجاب ؟ لماذا منعت بعض الدول المسلمة الحجاب ؟ ولماذا أجبرت دول أخرى لباسه ؟
كيف ينظر الإنسان الغربي للحجاب ؟ ما هى مشاكل الحجاب عند الأقليات المسلمة بالدول
الغربية ؟ ما هو الربط بين حقوق المرأة والحجاب ؟ هل الحجاب له موضة وهو جزء من
أناقة المرأة ؟ ما رأي المسلمات بالتحجب ؟
في الفصل الأول
تتحدث عن الأصول اللغوية لكلمة حجاب ومرادفاتها باللغة العربية وجذور ترجمتها
للإنجليزية ثم تعرج على ذكر الحجاب بالقرآن وكيفية تفسيرها وترجمتها وفي النهاية
تصل إلي أن الحجاب ليس واجبا دينيا بقدر ما هو تراث شعبي يختلف من منطقة جغرافية
إلي أخرى وأيضا من مرجعية دينية في زمان لآخر . فهو قضية ترتبط بالأخلاق الفضيلة
والحشمة ولكن لا يوجد اتفاق على ضرورة لبسه ، وهذه الحشمة في لباس مفروضة على
الجنسين ضمن القيم الاجتماعية الشرقية .
وفي الفصل الثاني
تدرس رأي الإصلاح الديني الإسلامي في قضية التحجب : ففي البداية ترفض هجوم
المرجعيات الدينية والحكومية على مفكري الإصلاح الديني وترفض وصفهم بعملاء الغرب
أو أنهم أدخلوا مفاهيم غريبة على الدين ، ثم تطرح مقتطفات من فكرهم تتلخص بأن
القرآن والسنة لا تفرض الحجاب لكن رجال الدين بالقرن الثالث عشر بدأوا بوضع إضافات
متشددة على الإسلام ومنها الحجاب : فهناك فتاوي متنوعة للتوافق مع السلطة الحاكمة والبيئة
الاجتماعية . وفي العصرالحديث – بالولايات المتحدة تحديدا – أصدرمفكري لإصلاح
الديني العديد من الإجازات لعدم لارتداء الحجاب خوفا من رد الفعل الغربي الاجتماعي
لأنه يرمز للتطرف الديني الإسلامي .
وفي الفصل الثالث
تراجع التاريخ المعاصر وموقف الحكومات الرافضة له وأخرى ملزمة له فتدرس تركيا من
أتاتورك وعلمانية الدولة مرورا بمنع الحجاب وصولا لإعادة السماح به ، وأيضا تدرس
علمانية شاه إيران ومنعه الحجاب وثم اعتباره رمز من رموز الثورة الإسلامية وصولا
لاعتباره ملزما لكل النساء بعد انتصار الثورة ، وتقرأ التحجر الوهابي في السعودية
وأفغانستان في بانوراما التطور والمدنية مقابل الأصالة والحفاظ على الموروث
الثقافي والقيمة الاجتماعية للحشمة والفضيلة .
وفي الفصل الرابع
المعنون بنشر المدنية الغربية ضد فكرة حريم السلطان والحجاب : ترجع الكاتبة أن أول
إتصال حديث – بداية القرن التاسع عشر - للمجتمعات الغربية كان بعد ترجمة قصة ألف
ليلة وليلة وما تحويه من اباحية الحريم من ناحية وانتظارهم الرجل الفحل من ناحية
أخرى ثم تعرج على الرسومات الإباحية – بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر – ممرورا
بطاقات المعايدة التي تظهر المرأة البنية الشهية وانتظارها للرجل الأبيض حتى تصل
لأفلام هوليود من إثارة الفتاة الشرقية وعشقها للرجل الأشقر، مما جعل الغرب يرسم
صورة سوبرمان أمريكي الذي يقتل شهريار وينقذ فاتنة الحسن شهرزاد .
وفي الفصل الخامس
تطرح معاناة منع الحجاب عند الأقليات المسلمة في أوروبا وتضرب فرنسا مثالا وتثير
قضية الخيار الصعب بين مفهوم المواطنة وحقوق الأقليات الدينية ، وتسوق أمثلة على
التمرد الفردي وتضامن الجماهيري معها ثم تصل إلي ضرورة التأقلم بين مفهوم الدولة
العلمانية وفكر التعدد الثقافي .
وفي الفصل السادس
تطرح معاناة الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة بعد أحداث 11/9 والخوف من
الاتهام بالتطرد الديني كان سببا أن العديد من النساء تخلين عن عادة لباس الحجاب ،
وترى أن مفكري الإصلاح الديني اشتغلوا جاهدين لحماية المسلمات من ردات الفعل
الغاضبة .
ولابد أن أنوه إلي
ذكر الكاتبة لمفهوم حقوق المرأة ونشاط المنظمات النسوية لدعم تطلعات المرأة
المسلمة في الدول الغربية ، كما أنوه أن هناك فصول أخرى في الكتاب تتحدث عن موضة
الحجاب ورأي النساء المسلمات بموضوع التحجب ؟
وإذا سمح لي
التعليق على الكتاب فسوف أعلق على بعض الفصول التي ذكرتها وبالتأكيد أتحفظ على
الفصلين الأول والثاني دون تعليق ، وتحفظي على آلية استناج أن الدين لم يفرض
الحجاب ينبع من أن كل أديان الشرق اشترطت التحجب كجزء من الالتزام الديني وهذا
ظاهر بالحضارات الشرقية كلها من الصين والهند وفارس والمنطقة العربية ، وأوروبا
ليست استثناء ، ففي التاريخ الأوروبي تبقى المرأة محجبة حتى بداية انقلابات الملوك
العلمانيين على الكنيسة في القرن الحادي عشر بعد الميلاد . أما الجانب الفقهي
بالموضوع فأنا لا أعلم كيف أثبت أن الدين يفرض الحجاب .
أما أن أقدم تمثال
لمرأة محجبة يعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد ،
فهو غير دقيق ويوجد بالتاريخ تماثيل محجبة أقدم من ذلك بكثير وأعطي مثالا
أغريقية رغم وجود أمثلة عربية ، لكن الكتاب موجه للأجانب الذين يقدسون الحضارة
الأغريقية .
كتاب المعتقدات الإغريقية
لخزعل الماجدي : إن الحضارة الكيكليدية – في حدود 2500 ق.م. – في جزيرة كريت
استحدث البرونز – خليط النحاس والقصدير – لصنع تماثيل الإلهة الأم بصورة لباس
محتشم وقبعة لتغطي الشعر ... وفي تطور لاحق – حوالي 1600 ق.م. – فإن الآلهة الأم
تمثل بكنوسوس وهي أيضا محتشمة اللباس وتغطي شعرها وعنقها .
وبخصوص مفهوم
الإصلاح الديني فهو فكر تمردي ضد سلطة الكنيسة والحكم بعلم الأخلاق وروح الأنجيل
دون التزام بحرفية الكتاب المقدس ودون إسناد مرجعي للآباء الأولين أو مناقشة أهل
العلم في المرجعيات الدينية الكبرى مثل الفاتيكان ، وفي الغالب يتم احتضانهم من
قبل الحكومات العلمانية التي تسعى لبناء تعددية في المرجعية الدينية لتسهيل
السيطرة عليها . أما بظاهرة الإصلاح الديني في الإسلام فهو قضية التعامل المباشر
مع لغة القرآن ضمن هوائية الفكر وتعظيم التأمل والندية النفعية مع الرب ، وهذه الأمور
لها جذور بالأديان القديمة مثل زرداشت وعبدة الشمس في مصر وصراع الآلهة المتعددة
في العراق وكنعان والأغريق ومنها انتهلت اليهودية والمسيحية وحديثة جدا على البوذية
والإسلام وأنها فشلت بالهندوسية . وهي تختلف عن أخوان الصفا الذين أعتبروا فلسفة فيثاغورث
الجزء الناقص من الإسلام، عموما من ناحية فلسفية أفضل أن ننتظر بلورة فكرهم ضمن
مدارس فلسفية دينية لأنهم لحد الآن منقسمين على أنفسهم ، ومن الناحية حكمهم الشرعي
فهو بدعة ولكن أي أنواع البدع فإن الموضوع يحتمل أكثر من رأي . وأسترشد برأي مفكر
فرنسي يدعم نفس الاستنتاج .
كتاب الجهل المقدس
لأوليفييه روا : في تعريف فكر الإصلاح والمشاكلة الدينية ، يسعى الإصلاح الديني
لتهجين التشريع الديني – للأقليات الدينية -
ليتواءم مع الثقافة السائدة وفي
الغالب فإن ما يحدث هو مشاكلة تحول الاقليات الدينية عن دينهم دون أن تدخلهم في الثقافة
السائدة بل إنها تسحبهم بعيدا عن أتباع نفس الديانة في ثقافات مغايرة فهو مسعى
ملتوي للمواطنة العلمانية بوهم التعددية الثقافية والخصوصية الوطنية ، لأنها في
النهاية تبيح تغيير الفكر الديني ليقترب من الدين السائد في المجتمع فيصبح هناك
إسلام كاثوليكي ومسيحية بوذية وغيرها من التركبيات التي تناسب الثقافة السائدة .
أما بخصوص الدولة
الحديثة في المنطقة الإسلامية على أنقاض الخلافة العثمانية لم يتشكل ضمن مفهوم
المواطنة بالمعنى الغربي ولا على قواعد ديموقراطية لتلبي غايات المواطن بل هي خروج
من سلطة الخلافة والارتماء تحت سطوة الاستبداد الطبقي المدعوم من القوى
الامبريالية ، التي سعت تغريب المجتمعات العربية لتصبح ضمن آلة الرأسمالية الدولية
فكان الاستبداد عنوان البداية تبعه مرحلة الثورات العربية المدعومة من الاتحاد
السوفيتي ، وهي مرحلة مهمة في تاريخ العلاقة بين الدول الغربية والأحزاب الدينية
في المنطقة ، حيث شكلت حلفا خفيا ضد القوميون العرب واليسار المتحالف مع السوفيات
، ومن تلك المرحلة فتحت الدول الغربية أبوابها للجوء السياسي للأحزاب الدينية ،
مما مكن هذه الأحزاب من استمرارها بالوجود ، أما فكرة حرية اللباس فلم تكن مشكلة
بقدر مشاكل أصعب واجهة المرأة العربية ، ومجرد قراءة إحدى كتب الدكتورة نوال
السعداوي نستطيع رصد عدم تكافؤ الفرص بالتعليم والعمل مما انعكس على اتكالية
المرأة على معيلها ثم قلب الصورة بارتفاع مستوى المرأة الاجتماعي مقابل العنوسة وفي
هذه الدوامة سقط أكثر من الحجاب ، حيث أصبح الزواج أمر في غاية التعقيد .
وأضيف أن الدولة
الحديثة قامت بمنع مظاهر الزي العثماني بتداء بالطربوش والعمامة وأي زي يرمز
للعثمانيين من منطق تغريب المجتمعات العربية . وبخصوص المرأة وأحجبتها الثلاث ،
قام الدولة الحديثة باسقاط الحجاب الأول وهو خروج المرأة من بيتها بدون محرم وهو
تغيير جذري في القيم الاجتماعية أصبح مقبولا من الغالبية الساحقة ، ثم سعت الدولة
الحديثة لفرض الاختلاط في العمل وجلوس المرأة مع الرجال لفترات طويلة ، وفي أقل
تقدير أن نصف المجتمع العربي يعتبر هذا الاختلاط لا يعادل الخلوة برجل أجنبي ، ومن
هنا لا أرى أن الحجاب بمعنى غطاء الرأس صامد بسبب أنه حشمة وحياء اجتماعي بل هو
آخر خط أحمر تتمترس به المجتمعات المسلمة . ومن جانب فلسفي فإن المجتمع المقهور من
الاستبداد السياسي يعبر عن كبته بتبني كل ما هو ضد رغبة الطبقة الحاكمة حتى لو أنه
غير مقتنع بما هو ضد ؟ وهذا ما حدث في إيران بعد فرض الحجاب ، وفي كتاب العمق
الاستراتيجي لأغلو يقول : لن نفرض الحجاب بل سنترك القضية لكل إنسان وحريته وإذا
ما قدمت شكوى ضد إجبار النساء على لبس الحجاب فسوف يحاكم لانتهاك حرية الآخرين .
أما بخصوص
الاستشراق فهناك مدرسة فلسفية عربية كبرى تمتد من المغرب إلي العراق تحت مسمى
الاستغراب تناقش أفكار وفلسفات الغرب ونظرتهم للشرق وهي امتداد طبيعي لإدوارد سعيد
ومن أبرز أسماؤها الأستاذ حسن حنفي : والذي يفند التواصل الغربي مع العالم العربي
عبر التاريخ ، بداية مع البحارة الفينيقيين مرورا بالاحتلال المقدوني والرومي وثم العلاقات
ضمن دول الخلافة الإسلامية حتى الاستعمار الغربي للمنطقة العربية وتشكيل الدول
العربية الحديثة ، وفي هذه المساقات نرى أن التواصل مع المنطقة العربية لم ينقطع
حتى في زمن الحروب .
ولعلنا نعلم أن
الفلاسفة الأغريق جاؤا للشرق من أجل نهل العلوم من العراق وكنعان ومصر وقد سجلوا
ما أخذوه من علوم وبعد المسيحية شكل الحج للأماكن المقدسة السجل التاريخي لمدنية
الشرق وهي تؤرخ الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كنعان ومصر في فترات انقطاع
التواصل الثقافي والاقتصادي . أما ما بعد العلمانية الرافضة لكل التراث الديني في
أوروبا والتي سعت جاهدة لتعزيز النعرة التفوق العرقي تمهيدا لتحويل مجتمعاتهم
لعصابات قتل ونهب لخيرات العالم كان لابد من تزوير التاريخ واستغفال العقول من
خلال إقناع القوات المحتلة أنها تحتل من أجل بناء المدنية الحديثة وفي خلال قرنين
من الزمان تم قتل خمس البشرية من قبل الاستعمار الأوروبي . ولعل المرأة كانت
أيقونة النصر فهي الهدية والضحية .
الا أن الرأسمالية
الاستباحية زرعت في فكر الانسان الغربي مفهوم الاستحواذ على اللذة وتقديس المتعة ،
وأن أي عائق يقف في وجه هذه الفكر لابد أن يحارب ، فلابد أن يتبع العالم المدنية
الغربية العلمانية ضمن الروح المسيحية وتفوق الانسان الابيض ، وهذا يلخص فكر
الاستشراق ثم الاستعمار والآن التبعبية الشاملة للغرب ومؤسساته من قبل العالم
الدوني المتخلف ، ومهما تكلم الغرب عن المساواة والعدالة فهو يقبلها منا عندما
نتحول إلي عبيد رضى نقبل كل ما يطلب منا ونشكره لقبوله لنا كخدم لمشروعه في
السيطرة على العالم .
أما بخصوص
الأقليات المسلمة في الدول الغربية وحقيقة مفهوم المواطنة في الدول الغربية ،
استذكر معكم الدول الغربية بعد خروجها مدمرة من الحرب العالمية الثانية وحاجتها
الماسة لليد العاملة الرخيصة ، كان السبب الرئيسي في فتح باب الهجرة ولما انتهت
هذه الفترة في بدايات الستينات حتى بدأ المطالبة بترحيل الأجانب – عفوا المواطنين
المؤقتين – خاصة بعد شيوع خروج المرأة للعمل في الدول الغربية . وما انتهت فترة
الستينات حتى أصبح أمر المطالبة بخروج المهاجرين علني وفي منابر البرلمانات . وفي كتاب المولودون المسلمون في بلاد الاغتراب
لجميل عبدالهادي عجم : يرجع التعصب الغربي للجاليات المسلمة لأوائل السبعيات
والأسباب الأولية كانت الاقتصادية بحتة في أغلب أوروبا الغربية حيث انتهت مرحلة
إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، ثم صعدت العنصرية العرقية بعد
حركات تحرر السود في أمريكا ، مما دفع الأحزاب اليمينية لطرح عوض مالي للمهاجرين
مقابل سحب الجنسية وترحيلهم خارج البلاد .
وهذه المسألة لا
تخص المسلمين وحدهم فهي تشمل كافة المهاجرين ، وأضرب مثلا بالروس في أوروبا
الغربية وأوضاعهم المأساوية ، وكيف أنهم يعودون بالآلاف لروسيا بعد إصلاحات بوتين
الاقتصادية ، وغالبية العائدون لروسيا يقولوا أنهم لم يعاملوا كجنس أوروبي ولا
كأتباع مسيحية بل عاملونا كأعداء خسروا المعركة وعليهم العيش مثل العبيد .
وفي نقطة سريعة عن
مساعدات مقدمة من حركة تحرر المرأة للأقليات المسلمة في الدول الغربية ، هذه الحركات
الهامشية في الظاهر لكنها تعمل في العمق المجتمعي للمدى البعيد ، فهي أخطر خطر
مستتر في الفكر العلماني من ناحية أقناعنا ظاهريا بضرورة الليونة في الطرح
والاستمرار في النضال عبر مراحل متتابعة توصلنا لعالم التوهان المعرفي والتغريب
الممنهج .
وفي كتاب
العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة لعبدالوهاب الميسيري : في تعريف تحرير
المرأة والتمركز حول المرأة وفقا للفكر العلماني ( التمركز حول المرأة هو برنامج
إصلاحي يدعو إلي إعادة صياغة كل شيء ... التاريخ واللغة والدين وكل شيء... إذ تحاول
دمج كل شيء الإله والطبيعة والإنسان في كيان أزلي واحد في ما يسمى المرجعية
الكمونية الذاتية ، وهذه الأفكار تشكل الإطار الحقيقي لحركة الفيمينزم woman liberation movement or feminism) . فدعوة
تحرير المرأة يعني استقلالها عن الرجل والوقوف ندا قويا ضد الانصياع له فكريا أو
عاطفيا أو ماديا أو حتى جنسيا ؛ أي أنها حرة ومتساوية مع الرجل في كل شيء .
وكلمة أخيرة بخصوص
الإرهاب والإعلام : وأن صور من أفغانستان والعراق خلقت صورة المسلم الإرهابي ،
ولكن ذكر الانتفاضة الفلسطينية خمس مرات بأنها من مظاهر الإرهاب الإسلامي شيء لا
يتطابق مع واقع شعبية الانتفاضة والتضامن الدولي معها ، وإذا كان المقصود الإرهاب
ضد إسرائيل لماذا لم تيم ذكر حزب الله اللبناني ، فهو مسجل ضمن قائمة التنظيمات
الإرهابية في أغلب الدول الغربية .
وفي الختام :
أتمنى أن تنتهي موضة الكتب الفردية التي تنسف مفهوم العمل التراكمي في الثقافة ،
ومحاورة المثقفين أساسها البحث العلمي مدعم بالإيمان الفلسفي أن عقيدتنا قويمة
وأهدافها سامية
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأعيش
مهاجرا
ملاحظة : حفل
توقيع الكتاب يوم الخميس القادم 30-10-2014 في glebe books
No comments:
Post a Comment