مقال بعنوان : شعب يسبق القيادة
الشهيد المعلم ياسر عرفات كان يكرر مقولة شعبنا الفلسطيني صاحب المبادرة ودائما يسبق القيادة. هذا هو أكثر المفاهيم تعقيدا بمصطلحات الحرب الشعبية طويلة الأمد ضمن النظرة الاشتراكية الشعبية ، وهي توصيف الرائع لتروتسكي عن تقدمية العمال والفلاحين بحمل مشاعل الحرية في وجه الطغاة ؛ وهي تجسيد لرؤية ماو تسي تونغ لحقيقة أن الطبقات الكادحة تنظم نفسها عند شعورها أن عليها دور طليعي لابد إنجازه مهما كلف الأمر من جهد ؛ وأنها تكبر عندما تصّغر القيادة نفسها .
ولعلنا نتذكر اللية الأولى للحصار الأخير للشهيد المعلم ياسر عرفات بمقاطعة رام الله ؛ عندما صمت الصف الأول من الكوادر ؛ وخرجت الجماهير الشعبية بمسيرة ليلية على خطوط متقدمة تكاد تحاصر من يحاصر قائدنا الرمز ، وهي الطليعية الشعبية التي تتكرر مرارا على طول تاريخ النضال الفلسطيني ؛ بشكل يؤكد إيمان الشعب الفلسطيني بمفهوم الثورة الشعبية كاستراتيجية تطبيقية للحرب الشعبية طويلة الأمد .
لعل هذه المقدمة تنفع لفعل شعبي عملاق كما فعلها أهلنا في حرب غزة فلسطين بالصيف الماضي ؛ لكنني أتحدث عن موضوع مختلف من الناحية الثورية ؛ فسوف لأطرح قضية الجالية الفلسطينية في استراليا وخصوصا بمدينة سدني ؛ حيث يسكن سبعة آلاف أصولهم فلسطينية.
خلال الأسبوعين الماضيين ؛ تحرك الراكد في وطنية أبناء وبنات الجالية بشكل لم ألحظه حتى بأشد ظروف وأقوى المظاهرات مثل حرب غزة فلسطين الأولى أو الهجوم على السفينة التركية فلوتيلا، وغيرها من الأحداث الصعبة التي تفاعلت معها فئات محدودة من الجالية ؛ وكان تبرير المنظمات ومؤسسات الجالية وكذلك السفارة الفلسطينية ؛ أن الجالية لا تهتم بالنشاطات الفلسطينية حتى لو كانت مهرجان للسينما الفلسطينية!!!
الا أن ضيفنا الحالي : منتخب فلسطين لكرة القدم المتؤهل لنهائيات كأس أمم آسيا 2015 المقامة في استراليا ؛ قلب كل التوقعات ؛ بل هو إعلان صريح من أبناء وبنات الجالية : أن مؤسسات ومنظمات الجالية وحتى السفارة لا تتعامل بطريقة تناسب تطلعات الجالية الفلسطينية ؛ وأن نظرتها للجالية خاطئة وظالمة ؛ بل لأنها فوقية ومتعالية.
أن تتحرك المؤسسات لخدمة الضيوف الغوالي يعد شيء متوقع ؛ لكن أن يتم تسجيل كل الإنجازات لها فهذا الظلم المكرر في جالية فقدت الثقة بالمؤسسات القائمة وبالدور الرسمي لتمثيل فلسطين في استراليا.
نحن نومن أن كبير القوم خادمهم ، وأن المناصب في الثورة تكليف لا تشريف ؛ وأن القائد الحقيقي من ينصف الجماهير ويشجع مبادرتها ؛ لكم أقول أن كلمة شكرا لي تعتبر إهانة لحبي لفلسطيننا ؛ فالعمل لوطني هو فرض عين على كل فدائي ؛ ونحن شعب الفدائية ؛ وهذا ما جسدته الجالية الفلسطينية ابتداءا من استقبال المنتخب الفلسطيني ليلة رأس السنة ؛ رغم أن هذه الليلة ليلة مليئة بالفعاليات العائلية والاحتفالية ؛ الا أن الكثير من أبناء الجالية ترك كل شيء وحضر ؛ ورغم أن موعد قدوم المنتخب كان يتحرك لا يعلمه الا القليل ، وكأنه سر من أسرار العمليات العسكرية ؛ تبع ذلك المتابعة الجماهيرية للمتتخب بالحضور لتدريبات وزيارته بالفندق ؛ وكان كل من يحضر يتوجس أن يتم طرده ؛ فلا ترحيب ولا حتى إعلان أن من حق كل الجالية الوقوف مع المنتخب بهذه الغربة الصعبة.
ولعلي شهدت العديد من المبادرات الفردية التي قدمت خدمات تطوعية للمتتخب ، دون تطلب أن تحمل المنتخب جمايل أو حتى تنتظر كلمة شكرا ، وانتهينا بالملعب في نيوكاسل ولم نتوقع نتيجة رياضية وأكثرنا تفاؤل قال : سنهزم بهدف واحد ؛ لكننا كنا بعرس فلسطيني ؛ عرس حب فلسطين وعلم فلسطين و نشيد فدائي وأننا أبناء وطن جريح قهر معاناته بابداعه بكل المجالات الفنية والثقافية والاجتماعية ؛ حضرنا يزيننا علم الوطن وأغاني الوطن وأزياء الوطن ولهجات فلسطين كاملة ؛ حضرنا بمختلف انتماؤتنا السياسية والاجتماعية وحضر معنا العديد من أبناء الجالية العربية وأنصار الشعب الفلسطيني ؛ في دولة تعتبر شعبية كرة القدم فيها مثل شعبية لعبة الجولف في فلسطين ، حضرنا لفلسطيننا لنتجرع وجبة دسمة من وطنية لا نراها في نشاطات مؤسسات الجالية أو السفارة ، حضرنا نصرخ فلسطين فلسطين فلسطين والحرية لفلسطيننا ؛ أكثر من ستة آلاف مشجع بدأوا عرسهم قبل المباراة بساعة ولم يتوقفوا عن الهتاف طوال وقت المباراة ؛ بل استمر إلي ساعتين بعد المباراة ؛ وكأننا نقول لأنفسنا أن عطشنا لوحدتنا كبير ؛ ولا نتوقع أن تجمعنا فعالية مماثلة في وقت قريب.
ما كان ينتظره الجمهور شيء بسيط لم يحدث ؛ ولن يحدث أبدا ؛ لأن رجالات المنصة الشرفية والصفات الرسمية والبدلات الإيطالية والكرافات الفرنسية لا تكلف نفسها ؛ أن تقترب من مدرجات الدرجة الثالثة ؛ ويؤسفني أن الرسميين من المنتخب الفلسطيني يسيروا على نفس المنوال ؛ ظانين أنهم بصحبة قيادة الجالية؛ والجالية تتبرأ منهم ومن أفعالهم . لعل أغرب شيء بالمباراة كان بعد منتصف الشوط الثاني ؛ عندما قامة مجموعة من احتياطي اللاعبين بعمل تمرينات إحمائية قرب مدرجات الدرجة الثالثة ؛ لم يفهم أحد لماذا انتفضت المدرجات وعلت الأغاني وشد الهتاف؟ والسبب البسيط أن لاعبينا كانوا قريبين جدا وأنهم مشكورين حيوا الجماهير ؛ التي اعتبرتها رسالة تضامنية من فلسطيني لفلسطيننا !!!
في نهاية المباراة قام الكابتن العملاق رمزي بتحية خاصة لنا مع مجموعة من اللاعبين ؛ مما أعطانا جرعة جديدة لنكمل عرسنا وغنينا ورقصنا مما جعل الإعلام لا يعرف ماذا يصور وما هو مهم وما هو الأهم ؛ حتى الجمهور الياباني حضر ليتصور معنا ورقص معنا وتفهم أننا نشجع فلسطين وطننا الجريح ؛ والكثير من اليابانيين تصور مع علم فلسطين ؛ وتمنى أن ينتهي الاحتلال لدولة فلسطين ؛ كل هذا كان جميلا ؛ لكنه كان ناقصا تحية من أخ جبريل الرجوب أو من ينوب عنه أو حتى السفير ؛ لا لتقولوا شكرا ؛ فنحن لا ننتظرها ؛ لكن لتقولوا نحن معكم وسنبقى معكم ؛ أتمنى أن يحصل هذا في المباريات القادمة.
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
الشهيد المعلم ياسر عرفات كان يكرر مقولة شعبنا الفلسطيني صاحب المبادرة ودائما يسبق القيادة. هذا هو أكثر المفاهيم تعقيدا بمصطلحات الحرب الشعبية طويلة الأمد ضمن النظرة الاشتراكية الشعبية ، وهي توصيف الرائع لتروتسكي عن تقدمية العمال والفلاحين بحمل مشاعل الحرية في وجه الطغاة ؛ وهي تجسيد لرؤية ماو تسي تونغ لحقيقة أن الطبقات الكادحة تنظم نفسها عند شعورها أن عليها دور طليعي لابد إنجازه مهما كلف الأمر من جهد ؛ وأنها تكبر عندما تصّغر القيادة نفسها .
ولعلنا نتذكر اللية الأولى للحصار الأخير للشهيد المعلم ياسر عرفات بمقاطعة رام الله ؛ عندما صمت الصف الأول من الكوادر ؛ وخرجت الجماهير الشعبية بمسيرة ليلية على خطوط متقدمة تكاد تحاصر من يحاصر قائدنا الرمز ، وهي الطليعية الشعبية التي تتكرر مرارا على طول تاريخ النضال الفلسطيني ؛ بشكل يؤكد إيمان الشعب الفلسطيني بمفهوم الثورة الشعبية كاستراتيجية تطبيقية للحرب الشعبية طويلة الأمد .
لعل هذه المقدمة تنفع لفعل شعبي عملاق كما فعلها أهلنا في حرب غزة فلسطين بالصيف الماضي ؛ لكنني أتحدث عن موضوع مختلف من الناحية الثورية ؛ فسوف لأطرح قضية الجالية الفلسطينية في استراليا وخصوصا بمدينة سدني ؛ حيث يسكن سبعة آلاف أصولهم فلسطينية.
خلال الأسبوعين الماضيين ؛ تحرك الراكد في وطنية أبناء وبنات الجالية بشكل لم ألحظه حتى بأشد ظروف وأقوى المظاهرات مثل حرب غزة فلسطين الأولى أو الهجوم على السفينة التركية فلوتيلا، وغيرها من الأحداث الصعبة التي تفاعلت معها فئات محدودة من الجالية ؛ وكان تبرير المنظمات ومؤسسات الجالية وكذلك السفارة الفلسطينية ؛ أن الجالية لا تهتم بالنشاطات الفلسطينية حتى لو كانت مهرجان للسينما الفلسطينية!!!
الا أن ضيفنا الحالي : منتخب فلسطين لكرة القدم المتؤهل لنهائيات كأس أمم آسيا 2015 المقامة في استراليا ؛ قلب كل التوقعات ؛ بل هو إعلان صريح من أبناء وبنات الجالية : أن مؤسسات ومنظمات الجالية وحتى السفارة لا تتعامل بطريقة تناسب تطلعات الجالية الفلسطينية ؛ وأن نظرتها للجالية خاطئة وظالمة ؛ بل لأنها فوقية ومتعالية.
أن تتحرك المؤسسات لخدمة الضيوف الغوالي يعد شيء متوقع ؛ لكن أن يتم تسجيل كل الإنجازات لها فهذا الظلم المكرر في جالية فقدت الثقة بالمؤسسات القائمة وبالدور الرسمي لتمثيل فلسطين في استراليا.
نحن نومن أن كبير القوم خادمهم ، وأن المناصب في الثورة تكليف لا تشريف ؛ وأن القائد الحقيقي من ينصف الجماهير ويشجع مبادرتها ؛ لكم أقول أن كلمة شكرا لي تعتبر إهانة لحبي لفلسطيننا ؛ فالعمل لوطني هو فرض عين على كل فدائي ؛ ونحن شعب الفدائية ؛ وهذا ما جسدته الجالية الفلسطينية ابتداءا من استقبال المنتخب الفلسطيني ليلة رأس السنة ؛ رغم أن هذه الليلة ليلة مليئة بالفعاليات العائلية والاحتفالية ؛ الا أن الكثير من أبناء الجالية ترك كل شيء وحضر ؛ ورغم أن موعد قدوم المنتخب كان يتحرك لا يعلمه الا القليل ، وكأنه سر من أسرار العمليات العسكرية ؛ تبع ذلك المتابعة الجماهيرية للمتتخب بالحضور لتدريبات وزيارته بالفندق ؛ وكان كل من يحضر يتوجس أن يتم طرده ؛ فلا ترحيب ولا حتى إعلان أن من حق كل الجالية الوقوف مع المنتخب بهذه الغربة الصعبة.
ولعلي شهدت العديد من المبادرات الفردية التي قدمت خدمات تطوعية للمتتخب ، دون تطلب أن تحمل المنتخب جمايل أو حتى تنتظر كلمة شكرا ، وانتهينا بالملعب في نيوكاسل ولم نتوقع نتيجة رياضية وأكثرنا تفاؤل قال : سنهزم بهدف واحد ؛ لكننا كنا بعرس فلسطيني ؛ عرس حب فلسطين وعلم فلسطين و نشيد فدائي وأننا أبناء وطن جريح قهر معاناته بابداعه بكل المجالات الفنية والثقافية والاجتماعية ؛ حضرنا يزيننا علم الوطن وأغاني الوطن وأزياء الوطن ولهجات فلسطين كاملة ؛ حضرنا بمختلف انتماؤتنا السياسية والاجتماعية وحضر معنا العديد من أبناء الجالية العربية وأنصار الشعب الفلسطيني ؛ في دولة تعتبر شعبية كرة القدم فيها مثل شعبية لعبة الجولف في فلسطين ، حضرنا لفلسطيننا لنتجرع وجبة دسمة من وطنية لا نراها في نشاطات مؤسسات الجالية أو السفارة ، حضرنا نصرخ فلسطين فلسطين فلسطين والحرية لفلسطيننا ؛ أكثر من ستة آلاف مشجع بدأوا عرسهم قبل المباراة بساعة ولم يتوقفوا عن الهتاف طوال وقت المباراة ؛ بل استمر إلي ساعتين بعد المباراة ؛ وكأننا نقول لأنفسنا أن عطشنا لوحدتنا كبير ؛ ولا نتوقع أن تجمعنا فعالية مماثلة في وقت قريب.
ما كان ينتظره الجمهور شيء بسيط لم يحدث ؛ ولن يحدث أبدا ؛ لأن رجالات المنصة الشرفية والصفات الرسمية والبدلات الإيطالية والكرافات الفرنسية لا تكلف نفسها ؛ أن تقترب من مدرجات الدرجة الثالثة ؛ ويؤسفني أن الرسميين من المنتخب الفلسطيني يسيروا على نفس المنوال ؛ ظانين أنهم بصحبة قيادة الجالية؛ والجالية تتبرأ منهم ومن أفعالهم . لعل أغرب شيء بالمباراة كان بعد منتصف الشوط الثاني ؛ عندما قامة مجموعة من احتياطي اللاعبين بعمل تمرينات إحمائية قرب مدرجات الدرجة الثالثة ؛ لم يفهم أحد لماذا انتفضت المدرجات وعلت الأغاني وشد الهتاف؟ والسبب البسيط أن لاعبينا كانوا قريبين جدا وأنهم مشكورين حيوا الجماهير ؛ التي اعتبرتها رسالة تضامنية من فلسطيني لفلسطيننا !!!
في نهاية المباراة قام الكابتن العملاق رمزي بتحية خاصة لنا مع مجموعة من اللاعبين ؛ مما أعطانا جرعة جديدة لنكمل عرسنا وغنينا ورقصنا مما جعل الإعلام لا يعرف ماذا يصور وما هو مهم وما هو الأهم ؛ حتى الجمهور الياباني حضر ليتصور معنا ورقص معنا وتفهم أننا نشجع فلسطين وطننا الجريح ؛ والكثير من اليابانيين تصور مع علم فلسطين ؛ وتمنى أن ينتهي الاحتلال لدولة فلسطين ؛ كل هذا كان جميلا ؛ لكنه كان ناقصا تحية من أخ جبريل الرجوب أو من ينوب عنه أو حتى السفير ؛ لا لتقولوا شكرا ؛ فنحن لا ننتظرها ؛ لكن لتقولوا نحن معكم وسنبقى معكم ؛ أتمنى أن يحصل هذا في المباريات القادمة.
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
No comments:
Post a Comment