Tuesday, 30 December 2014

مقال بعنوان : انطلاقة فينيق الثورة الفلسطينية

مقال بعنوان : انطلاقة فينيق الثورة الفلسطينية
تمر علينا ذكرى الانطلاقة  الثورة الفلسطينية المعاصرة لتحفر أمل النصر بالغد القادم ،  وتصعد للذاكرة تاريخ نضالي لثورة انطلقت في أصعب الظروف ، وأنها كانت دائما إبحار عكس التيار السياسي في منطقة المشرق العربي ومنطق أمة تراكمت خساراتها لكنها تأبى الانكسار وإعلان الهزيمة الأبدية  .وإننا نتدارس مفهوم الانطلاقة كل سنة ونرسم صورة عام النصر القادم بتفاؤل الثائر الذي يصر على البحث عن أساليب نضالية جديدة وقراءة نقدية بناءة لما تم إنجازه وتقويم المسلكية الثورية وتصويب المسارات النضالية وتقييم التحالفات وتدعيم اللحمة الوطنية وتثوير طاقات الشعب العربي الفلسطيني وجبهة الإسناد العربي .
إن مجرد العودة لمفهوم الانطلاقة من ضمن المنطلق الثوري ، فإننا نعرف الانطلاقة بأنها جرأة منظمة لتهور العنف الثوري مع التمسك بضرورة استمرار الثورة حتى النصر بصراعنا ضد قوى الاحتلال بنهج حرب الشعب طويلة الأمد وأسلوب حرب العصابات المتقطعة الزمان والمكان ؛ حفاظا على سلامة أبناء شعبنا من ردات فعل العدو الإجرامية.  ولقراءة تفصيلية لخطة فتح في انطلاقتها لابد من تدارس أهمية صقل الشخصية الوطنية الفلسطينية وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني ، فقبل إعلان الانطلاقة كان هناك إعلانات عديدة لانطلاق العمل النقابي الفلسطيني وبناء مؤسسات الخدمات الشعبية ؛  في صورة مقلوبة لمفهوم الثورة حيث تم صناعة جماهير ثورية وتنظيمها في أطر نقابية وشعبية قبل بدء العمل العسكري .  
أما مفهوم العاصفة - الجناح العسكري لحركة فتح - فهو صناعة توازن ثوري بين الحالة الثورية للجماهير المنظمة في الأطر النضالية الشعبية ومدى جاهزية الطلائع العسكرية لبدء العمل العسكري ، فكان القرار الثوري بأن العمل العسكري إذا حقق مردود إيجابي فسوف يتم تبنيه من قبل الثورة ، أما إذا كان مردوده سلبي فإن الثورة لن تتحمل عواقب فشله ،  وهذه ليست الحالة الفريدة بتاريخ الثورة الفلسطينية ؛ بل أنها تكررت كثيرا في أعمال منظمة أيلول الأسود وبعض العمليات الخارجية للشهيد القائد أبوحسن سلامة  ، وما تلى ذلك من عمليات عسكرية في زمن الانتفاضة الأولى والعمليات الاستشهادية في زمن انتفاضة الأقصى . فعلى الرغم أن الثورة الفلسطينية أعلنت أنها ثورة مسلحة الا أن مسألة سلاح الثورة والعمل العسكري في حركة فتح لم يكن تنبنيه أمرا سهلا على القيادة المركزية في الحركة ؛ وتبقى أسباب ذلك العائق الحقيقي في تحقيق النصر عبر الحسم العسكري
وفي النظر لوجهة نظر القيادة الثورية في الحركة  نرى أنها تؤمن بنظرية الأركان الخمسة لإنجاح العمل العسكري وهي : استعداد الثوار لخوض المعارك ،  قواعد الارتكاز - لتدريب المقاتلين وتخطيط العمليات -،  تأمين طرق الإمداد ، تأمين التمويل المنتظم ،  دعم حلفاء الثورة للعمل العسكري .
وإذا ما تم تقييم أركان نجاح العمل العسكري فنرى أننا لم نصلها مطلقا عبر تاريخ الثورة المليئ بالشهداء والرصاص ، والأسباب أغلبها خارجة عن سيطرة الثورة ؛ فهي دائما تكسر المعادلات السياسية الرسمية لكنها تعود وتقبل بنصف حليف وتمويل متقطع وبندقية فلسطينية محاصرة عربيا وذلك لنفس أسباب فكرة العاصفة وهي الحفاظ على سلامة جماهير الثورة وأبناء الشعب الفلسطيني وإدانة العمل العسكري المنبوذ عربيا والمرفوض دوليا .  وتقييم ظروف الأركان الخمس للعمل العسكري بالوقت الحالي لابد أن نتاولهم ببعض التفصيل ثم نربطهم مع الحالة الثورية لجماهير الثورة والشعب الفلسطيني بشكل خاص   .

أولا  دعم الحلفاء للعمل العسكري :ـ
قد نتفق مجازا أن حلفاء الثورة الفلسطينية هم كل أحرار العالم الذين يقفوا مع الشعب الفلسطيني المظلوم ضد آلة الاحتلال العسكري الصهيوني وحلفاؤها بالعالم ، الا أن السياسة الواقعية  تضع كل هؤلاء في خانة أنصار الثورة ، أما حلفاء الثورة فهي منظومة الدول العربية والإسلامية التي تقر أن دعم الثورة الفلسطينية ضرورة من ضرورات الأمن القومي للدول العربية والإسلامية ؛ الا أن العديد من هذه الدول رفضت استقلال النضال الفلسطيني عن النضال القومي ،  واعتبرت انطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة ضربة للمشروع الوحدوي العربي ،  وأن النضال الحقيقي لابد أن يكون بتشكيل دولة الوحدة العربية وبعد تشكيلها فإن الجيش العربي سيحرر فلسطين ، لكن العرب اختلفوا على الآليات وتناحروا في اصطفافات فكرية وأصبحوا أمة برأس مقطوع وأذرع مشلولة  مما جعل الهموم القطرية تطغى على الهدف القومي في جميع الدول العربية ، وطُلب من الفلسطينيين أن يتحزبوا مع دولة عربية ضد أخرى ،  وتم تفريغ غضب كل دولة عربية على كل من يقف ضد مشروعها القطري ؛  الا أن التاريخ لم يُسجل أن دولة عربية ما قدمت للثورة الفلسطينية دعما سياسيا بدون مقابل ،  وأيضا لم تعلن أي دولة عربية رفضها صراحة لفكرة الثورة الفلسطينية ؛ لكن أغلب الدول العربية قامت بمعاقبة الثورة الفلسطينية لمواقفها السياسية مع أو ضد قضية سياسية عربية ؛ وبالتالي فإن المفهوم العتيق بالثورة الفلسطينية بأن حليفنا الحقيقي هو الشعب العربي لا حكومات العربية ،  وأن شعارات الثورة واضحة بهذا الخصوص بأن الثورة الفلسطينية تشكل رأس الحربي في معركة التحرير وأن الجماهير العربية تشكل جبهة الإسناد الحقيقي للثورة أما الأنظمة العربية فهي أحيانا عامل مساعد لا يرتقي لمستوى الحليف وأحيانا أخرى تشكل عائق في استمرار الثورة ،  وللحفاظ على القرار الفلسطيني مستقلا عن التجاذبات الأقليمية كان شعار الثورة الفلسطينية لن نتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية ونتفرغ لمقارعة الاحتلال الصهيوني ؛ الا أن الدول العربية ضغطت أكثر من مرة على الثورة الفلسطينية وطالبتها بأخذ موقف ما في صراعات عربية عربية

الاستنتاج الأول :-  إن الثورة الفلسطينية لا تملك حليفا استراتيجيا ، وأن الدول العربية لا تعتبر فلسطين القضية المركزية للوطن العربي المنفسم على نفسه مما يجعلنا أن نطالب قيادة الثورة بضرورة تفعيل جبهة الإسناد الشعبي للجماهير العربية ،  وتقليل من حجم تعاملها الرسمي مع الحكومات العربية واستبدالها باستقطاب الجماهير العربية في أطر جبهة الإسناد العربي الشعبي لدعم الثورة الفلسطينية .

ثانيا  تأمين التمويل المتتظم: ـ
بدأت الثورة الفلسطينية بانتهاج التمويل الذاتي للثورة وقبول التبرعات الغير مشروطة ، وكان هذا النهح يشكل العمل المثالي في دوامات الصراعات العربية العربية ؛ الا أن تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية كان له دور بانحراف هذا النهح حيث تم تشكيل جيش التحرير الفلسطيني والصندوق القومي الفلسطيني ؛ مما فرض معادلات جديدة على الثورة الفلسطينية ،  ومنها الجانب المالي حيث تم فرض حصص إلزامية على الدول العربية لدعم الثورة الفلسطينية الرسمية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ،  مما أعطى شرعية للنضال الفلسطيني ولكن حجمه بالنضال داخل أطر منظمة التحرير الفلسطينية وأن جيش التحرير هو المنفذ للعمل العسكري في تركيبة
توافقية بين الأنظمة العربية . أما الجانب المالي فقد تأثر كثيرا من جراء هذه القرارات ؛ وفرض على الحركة تغيير مفهومها المثالي ؛ فمن ناحية كان مطلوب منها تسريع أعمالها وتنفيذ خططها مما أوجب سن قانون التفريغ بالثورة ؛ مما أفقدها بريق الفدائي المتطوع وحولها لمؤسسة فلسطينية رسمية ؛ ومن ناحية أخرى فإن الدول العربية لم تلتزم بدفع حصصها للصندوق القومي وذلك لأسباب سياسية تتعلق بعلاقات الثورة الفلسطينية مع بعض الدول العربية
ثم جاءت فكرة الاقتصاد المقاوم وتشكيل مؤسسة صامد والعديد من الأفكار الاستثمارية في محاولة للعودة لمفهوم التمويل الذاتي ، وكل هذه الأفكار تم مقاومتها عربيا في محاولة من الدول العربية في السيطرة على القرار الفلسطيني من خلال السيطرة على تمويل الثورة .
أما بعد توقيع إعلان المبادئ المعروف باسم أوسلو ؛ فقد انتقلت الوصاية المالية من الدول العربية إلي الدول المانحة التي سعت قدر الإمكان بتوفير أموال كثيرة لمشاريع ترى أنها مناسبة ،  دون النظر بخصوصية وضع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني ،  الذي يسيطر على المعابر والطاقة والثروة المائية فهو يحتل كل شيء فوق الأرض وتحتها ،  ولا يمنح الشعب الفلسطيني أي حق من حقوق الشعب الخاضع لاحتلال أجنبي ؛ ومن جانب آخر تم التشكيك بنزاهة القيادة الفلسطينية ووصفها بالمبذرة أحيانا والفاسدة ماليا وإداريا في أغلب الأحيان ؛ مما جعل الدول المانحة تشكل مؤسسات غير حكومية تابعة لها ،  وتدعم من ترى أنه غير فاسد من منظمات المجتمع المدني الفلسطيني ؛ مما خلق دولة داخل الدولة في سلطة مطلوب منها الكثير لكنها لا تملك القدرة على تنفيذ بسبب نقص التمويل وعجز الميزانية .

الاستنتاج الثاني :-  في ظل الظرف العربي والدولي القائم لابد من العودة لسياسة التمويل الذاتي للحفاظ على تدفق مالي منتظم للثورة ؛ وأننا جربنا العديد من الطرق للحصول على تمويل منتظم من جهات رسمية الا أنها كلها تدخلت بطريقة صرف الأموال وقطعت التمويل نتيجة مواقف الثورة السياسية .   

ثالثا  تأمين طرق إمداد :-  في الثورة الفلسطينية فقط ؛ يعتبر الوصول لحالة اشتباك مع العدو عملية عسكرية ناجحة ؛ بسبب صعوبة الوصول للحدود الإسرائيلية التي تسعى دول الطوق العربي لإبقاؤها هادئة لحين الوصول للتوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني ، وكثيرا ما شكلت قضية تأمين السلاح عقبة في إنجاح العمل العسكري ،  وأن العديد من الثوار تم حبسهم في سجون عربية لحيازتهم سلاح غير مرخص ؛ ولعل تذكر قصة الشهيد أبوعلي أياد وتنقله  بين ثلاث بلدان عربية لإبقاء الكفاح المسلح مستمرا ؛ ثم وصوله لقناعة لن نركع وأنه سيقاتل من يمنعه من الوصول لحدود العدو ؛ حتى نصل لكل ما تتعرض له سيناء من عنف بسبب أن حدود إسرائيل غير آمنة ؛ وهي نفسها إسرائيل التي قصفت دمشق أكثر من مرة في حجة قطع طرق الإمداد العسكري النوعي لحزب الله لبناني.

الاستنتاج الثالث  :- إن اختراق الحدود العربية  للوصول لمرحلة الاشتباك مع العدو الصهيوني يعد جزء العملية العسكرية بحاجة لدراسة لوجستية تتجاوز مهامات الاستطلاع لأنها قد تضطر للاشتباك دفاعا عن النفس أو الاعتراف بفشل العملية والقبول بسجن بدولة عربية لحيازة سلاح غير مرخص على أراضيها . إن ظروف الفوضى في البلاد العربية حاليا تعد فترة ذهبية تخزين السلاح وعمل رحلات الاستطلاع ؛ وأن سيناء مؤهلة أكثر من غيرها للتعاون مع الثورة الفلسطينية بمسائل تخزين السلاح .

رابعا قواعد الإرتكاز :-  في الثورة الفلسطينية تحركت قواعد الإرتكاز في دول الطوق العربي واستقرت داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان ؛ الا أنها بحاجة لصيانة وتطوير لتصل لدرجة قواعد إرتكاز حقيفية ، فهي لا تتعدى قوى المليشا الشعبية تدريبا وسلاحها قديم وأحيانا بحاجة لصيانة مكلفة ،  فالسلاح الفلسطيني في لبنان يعد من بقايا التاريخ وتحويله لمستقبل قواعد ارتكاز بحاجة لخطة طوارئ حقيقية تسعى أولا لخلق توليفة تفاعلية بين القادة الميدانيين والقادة السياسيين داخل أطر الحركة ،  ومن جانب آخر تظهر غزة كعنوان للحروب الأخيرة مع العدو الصهيوني ،  وعلى رغم سيطرة حركة حماس على غزة فلسطين الا أن البندقية الفتحاوية كانت حاضرة في المعارك دفاعا عن أهلنا في غزة فلسطين ، ومهما كانت ظروف الضفة الغربية فإنها تعتبر مثالية لفكرة حرب العصابات الا أن العوائق الحقيقية تعد سياسية أكثر من كونها عسكرية ؛ وفي المجمل فإن قواعد الإرتكاز العسكرية في الثورة الفلسطينية حاليا بحاجة لتطوير مستمر مع محاولة خلق قواعد إرتكاز بعيدا عن التجمعات السكنية وهو أمر مستحيل من الناحية العملية .

الاستنتاج الرابع :- إن قواعد الإرتكاز للثورة الفلسطينية محصورة في داخل التجمعات السكانية للشعب الفلسطيني مما يجعلها تقوم بدور مليشا الدفاع الشعبي أكثر من تفرغها لعملية تدريب المقاتلين ،  وإن سياسات الاحتلال بعزل حدوده بجدار الفصل العنصري بالضفة الغربية والقدس وحصار قطاع غزة ، إضافة لمنع القوى اللبنانية مجتمعة من وجود سلاح فلسطيني خارج المخيمات يشكل تحدي حقيقي لمفهوم قواعد الارتكاز ؛ وهنا أيضا ننظر لضرورة إقامة قواعد إرتكاز سرية قرب حدود العدو في دول الطوق ؛ والتنسيق أفضل مع حركة حماس لاستمرار عمل قواعد الإرتكاز في غزة فلسطين ؛ أما  الضفة الغربية فإن الحرب الأخيرة أظهرت أن قواعد الإرتكاز موجودة وهي آمنة وقادرة على ضرب العدو في أزمنة وأمكنة مختلفة وهي تعد الأكثر تطورا بالوقت الحالي رغم ظروف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية .

خامسا استعداد الثوار لخوض المعارك :-  وهي نقطة المحك في مفهوم العاصفة في الفكر الثوري لحركة فتح ؛ فهي المواربة بين ضرورة استمرار الكفاح المسلح وأهمية بقاء الثورة حتى ولو نملك القدرة السياسية على تبني الكفاح المسلح ، الا أن أعداء الكفاح المسلح يصفوا أعمال الثورة الفلسطينية بأنها عدوانية وتضرب المدنيين في إسرائيل ؛ ولا يقبلوا حتى مبدأ العنف يولد العنف ؛ وأن الثورة الفلسطينية تقاتل من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وأهمها حقه بالعيش آمن فوق أرضه ، وكم كان طبيعيا أن تهب الكوادر العسكرية الفتحاوية لتدافع عن شعبنا في حرب الصيف الماضي ؛ الا أن طريقة تبني القيادة السياسية لها تبقي الكفاح المسلح في خانة العاصفة ؛ فإذا كان مفيدا تؤيده وإذا كان ضارا تنبذه ؛ أما في سياق الفكر الثوري لم تستلم قيادة فتح قيادة تخوض سياسة دون بندقية ؛ وحتى أكثرها حنكة سياسية فرض عليها العدو الصهيوني معارك عسكرية متقطعة ،  مما جعلها تؤمن أن كل الخيارات تبقى مفتوحة .

الاستنتاج الخامس :-  إن العدو الصهيوني يستمر باحتلاله التوسعي الإحلالي مدجح بآلة حربه العسكرية وعلى الثورة الفلسطينية الاستعداد الدائم للاشتباك المتقطع مع العدو ،  ويبدأ ذلك بالتخطيط العسكري وإبقاء قانون العاصفة حيا ؛ ونرفض نبذ الكفاح المسلح كله أو تبني كل العمليات العسكرية ؛ ففي حسابات فتح تستمر الثورة بخيارات مفتوحة وأن الكفاح المسلح خيار حتمي الا أن أركانه الخمسة صعبة التواجد.

إننا في الذكرى الخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية نذكر الصديق والعدو : أن الفينيق الفلسطيني يخرح ماردا متمردا على جبروت الاحتلال ويقلب معادلات السياسيين ؛ وأن القوة الحقيقية للكفاح المسلح في حركة فتح أنه يطبق مفهوم حرب العصابات في النهجين التكتيكي والاستراتيجي مما يصعب تنبؤ بأهدافه وإمكانياته ، لكنه يضيء نفق لعبور مرة جديدة ، يؤسفني أن أقول أن المؤتمر السابع لحركة فتح ،  إن عقد في الظروف الحالية ؛ فهو غير قادر على تغيير جذري في استراتيجية الحركة العسكرية ؛ الا أنه قادر على إعادة القيادة السياسية للفعل الجماهيري من خلال دخول قيادات الصف الأول للحركة  في العمل الوزاري للسلطة والشراكة السياسية الحقيقية مع حركة حماس في حكومة مصالحة حقيقية بعيدا عن المستقلين سياسيا ، مما يفتح آمال حقيقية لتبني استراتيجية عسكرية خلال الأعوام الخمس القادمة.
هذه هي الحالة الجماهيرية الثورية ؛ التي تجلت في حرب الصيف الماضي ؛ حيث أن الجماهير خلقت هالة بركة ومبايعة للبندقية ورفضت كل يسقطها ؛ وأن الثورة الفلسطينية تعلم أن الشعب الفلسطيني مستعدا دائما للتضحية ؛ فهو الشعب الوحيد الذي تبنى ثورته في زمن الجزر الثوري ؛ آملا أن المد قادم ؛ والفتح قادم،  وأن عاصفة انطلقت تدوي في سماء الحرية شهابا ينير ليل الظلم ويدحر الاحتلال ؛ فيا فتح لكي الروح وأكثر  ؛ لكي أن نستمر جنودا تحت رايتك حتى يعود اللاجئين لديارهم وتعلن قيادتنا قيام دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا     

No comments:

Post a Comment