مقال بعنوان : رسالة حفيد جدي
تعودت اجترار الكتب القيمة حتى ترسخ قناعتي بأن الصواب والخطأ سقطا من قواعد الثبات ليتلونا بأطياف قوس قزح كباقي المفردات العتيقة مثل الحق والعدل والمنطق، أما مفردات الآخرين فحروفها خجولة في تركيبات داعرة مثل عدل الظالم وهزيمة الثورة.
مكتبتي تتجدد دائما فهناك كتب تعبرها ثم تخرج سريعا فهي مثل نشرة اخبار الطقس تستعملها مرة واحدة فلا تصدقها فتهديها لسلة المهملات، الا ان مكتبتي تحوي على كتب عتيقة لعلي املكها قبل ان تكون عندي مكتبة؟
عندما استيقظ النور بغرفتي صحوت شهوتي للقراءة، وكما يقولوا الأطباء وجبة فطور دسمة تبني الجسم وتنير العقل طوال اليوم ؛ لم أكن أعرف أي شيء سأقرأ لكنني جائع لعلم يشبع شهوتي بالمطالعة، اقتربت من المكتبة لأنتقي عنوانا ؛ لكن كل العناوين متشابهة فهي فلسطين أو ثورة ؛ قلبت الكتب فوجدت بين كتابين ورقة، فتحتها وإذ هي رسالة من حفيد جدي؟
اذكر هذه الرسالة جيدا لقد أعطاني أياها أخا لأخواني وإنه ابن أبي، هي من حفيد جدي ، كتبها لي غدا قبل أن ينام القمر بحضن الشمس ؛ كتبها ليخبرني أن انتظر أمس البداية الجديدة وأحلم واقفا بالنضال من أجل العودة للوطن محررا .
قال لي: أن فتح ثورة والثورة فن الاستمرار فلا تخف من الجزرالثوري فهو الاحباط الهواة وانقسام الانتهازين وانشقاق المتهورين ولا يخدعك المد الثوري فهو الانجازات الصغيرة فتكون أفراحه قصيرة وفتنه كبيرة وأوهامه كثيرة ، فكما بدأت الثورة صغيرة ستبقى أصيلة بكل جزر ولا يعنيك تعاظمها بالمد فهو زائل.
قال لي: لا تحارب بل قاتل ؛ فالحرب هدف الأعداء ليدمروا ما بنيت من استعداد وجمعت من عتاد فليكن قتالك قتال فدائي صاحب قضية فضرب عدوك واحمي شعبك أو لا تقاتل وتخسر شعبك فأنت له تقاتل، كن رحيما على شعبك وأعلم أنه مناضل وهو شعب الجبارين.
قال لي : أنه سمع شهيد بن شهيد يروي عن أسير بن أسير أنه سمع قائد القيادة يقول : فتح ثورة حتى النصر ؛ فسألته وهل هناك ثورة لا تنتصر او هناك نصر بدون ثورة؟ فأجابني معلما : لقد بدأنا المشوار وسوف نكمل المشوار حتى يرفع شبل فلسطيني العلم الفلسطيني فوق مآذن وكنائس القدس، إنهم يرونها بعيدة ونراها قريبة والدولة على مرمى حجر {رواته ثقات وروايته متواترة}.
قال لي : ما أصعب أن توحد أخوتك ما أصعب أن تصنع حليفا وما أصعب أن تكسب صديقا ؛ فكل التفاؤل لا يكفيك ولا ألوان المنطق تعينك ولن تجد الا عزيمة الثائر تدفعك إلي أمان الاستمرار فاستمر وغدا يلحقوا بك فأنت الطليعة وأنت أول الشرارة وأول الحجارة. فسامح حتى لا يشمت الأعداء ويفهم الاخوان فتكبر أنت وكلهم يخرصون. وتبقى أنت صاحب القضية وقرار القضية بيدك فلا تسقط القرار من يدك فأنت كل القضية.
تذكرت هذه الرسالة : فهي طويلة المعاني القديمة لكن لا الغبار فوقها كأنها كتبت الآن ولكل آن وأنا أفضلها على كل أخبار الصباح.
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
تعودت اجترار الكتب القيمة حتى ترسخ قناعتي بأن الصواب والخطأ سقطا من قواعد الثبات ليتلونا بأطياف قوس قزح كباقي المفردات العتيقة مثل الحق والعدل والمنطق، أما مفردات الآخرين فحروفها خجولة في تركيبات داعرة مثل عدل الظالم وهزيمة الثورة.
مكتبتي تتجدد دائما فهناك كتب تعبرها ثم تخرج سريعا فهي مثل نشرة اخبار الطقس تستعملها مرة واحدة فلا تصدقها فتهديها لسلة المهملات، الا ان مكتبتي تحوي على كتب عتيقة لعلي املكها قبل ان تكون عندي مكتبة؟
عندما استيقظ النور بغرفتي صحوت شهوتي للقراءة، وكما يقولوا الأطباء وجبة فطور دسمة تبني الجسم وتنير العقل طوال اليوم ؛ لم أكن أعرف أي شيء سأقرأ لكنني جائع لعلم يشبع شهوتي بالمطالعة، اقتربت من المكتبة لأنتقي عنوانا ؛ لكن كل العناوين متشابهة فهي فلسطين أو ثورة ؛ قلبت الكتب فوجدت بين كتابين ورقة، فتحتها وإذ هي رسالة من حفيد جدي؟
اذكر هذه الرسالة جيدا لقد أعطاني أياها أخا لأخواني وإنه ابن أبي، هي من حفيد جدي ، كتبها لي غدا قبل أن ينام القمر بحضن الشمس ؛ كتبها ليخبرني أن انتظر أمس البداية الجديدة وأحلم واقفا بالنضال من أجل العودة للوطن محررا .
قال لي: أن فتح ثورة والثورة فن الاستمرار فلا تخف من الجزرالثوري فهو الاحباط الهواة وانقسام الانتهازين وانشقاق المتهورين ولا يخدعك المد الثوري فهو الانجازات الصغيرة فتكون أفراحه قصيرة وفتنه كبيرة وأوهامه كثيرة ، فكما بدأت الثورة صغيرة ستبقى أصيلة بكل جزر ولا يعنيك تعاظمها بالمد فهو زائل.
قال لي: لا تحارب بل قاتل ؛ فالحرب هدف الأعداء ليدمروا ما بنيت من استعداد وجمعت من عتاد فليكن قتالك قتال فدائي صاحب قضية فضرب عدوك واحمي شعبك أو لا تقاتل وتخسر شعبك فأنت له تقاتل، كن رحيما على شعبك وأعلم أنه مناضل وهو شعب الجبارين.
قال لي : أنه سمع شهيد بن شهيد يروي عن أسير بن أسير أنه سمع قائد القيادة يقول : فتح ثورة حتى النصر ؛ فسألته وهل هناك ثورة لا تنتصر او هناك نصر بدون ثورة؟ فأجابني معلما : لقد بدأنا المشوار وسوف نكمل المشوار حتى يرفع شبل فلسطيني العلم الفلسطيني فوق مآذن وكنائس القدس، إنهم يرونها بعيدة ونراها قريبة والدولة على مرمى حجر {رواته ثقات وروايته متواترة}.
قال لي : ما أصعب أن توحد أخوتك ما أصعب أن تصنع حليفا وما أصعب أن تكسب صديقا ؛ فكل التفاؤل لا يكفيك ولا ألوان المنطق تعينك ولن تجد الا عزيمة الثائر تدفعك إلي أمان الاستمرار فاستمر وغدا يلحقوا بك فأنت الطليعة وأنت أول الشرارة وأول الحجارة. فسامح حتى لا يشمت الأعداء ويفهم الاخوان فتكبر أنت وكلهم يخرصون. وتبقى أنت صاحب القضية وقرار القضية بيدك فلا تسقط القرار من يدك فأنت كل القضية.
تذكرت هذه الرسالة : فهي طويلة المعاني القديمة لكن لا الغبار فوقها كأنها كتبت الآن ولكل آن وأنا أفضلها على كل أخبار الصباح.
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
No comments:
Post a Comment