خاطرة بعنوان : ابن الشمس
ابن الشمس التي لا تغيب ... يعلن أنه نور بلا ظلال ...
نهار قديم لا ليل ينهيه ... هُجِر قسرا من منبته ... يحيى لاجئ في كواكب ... ويُحرم
من العودة لشمسه ... تجذبُه الشمس ... تجذب روح الكون كله ... وتدور الكواكب حول
شمسه ... وتحيى العوالم لأن شمسه موجودة ... لكنه لا يراها كما يرونها ... هي له
أكثر من أسباب الحياة ... هي سر الوجود ... وأنا المميز بينكم ... المقيم الغير
مواطن أينما ذهب ... أنا المسجل خطر لأنه ابن الشمس ... أنا الثاني بالولاء ...
المرفوض من الانتماء ... كل شيء له ليس له ... كل كلامه باطل لأنه أنا ... أنا ابن
الشمس ... شمس قدسها الوثنيون والأنبياء ... هي قضية اليسار الأولى ... هي بند
دستوري لكل كواكبكم ... هي ... مركز التوازن والجاذبية ... عنوان بلا دليل ... أرض
العظماء ... فيها بوابة السماء ... منها خرج الدين والكفر ... الحب والكره ...
بداية السلام ... نهاية الحرب ... فتنة أزلية ... لأنها هي الشمس ... أنظرها ولا
أراكم ... أعرف أنها تجذبكم ... وتخافون الاقتراب منها ... تدورون بمداراتكم حولها
... دون أن تقتربوا ... دون أن تهربوا ...
وكأن مصيركم معلق بها ... فهي مستقبل آتي ... يا عقلاء بلا وعي ... يا ناكرين نور
النهار ... هي الشمس ... ألا تبصرون ... هي الشرق والغرب ... هي حريق ينبت خبزكم
... وأنا حجر بركاني ... وأنتم تمرطوني بالثلج الأزرق ... تريدون حجب نور الشمس
بقشة ... تتغنون بالليل الذي يأبى القدوم ... أي دين تؤمنون ... أي حق تعلمون ...
أين بوصلتكم ... أين الضمير... أين الوعي ... دعوني أعود لشمسي ... ودعوا الشمس
تعود لنا جميعا ... فأنتم بلا شمس ... مسافرين إلي كل الاتجاهات ... وكل الطرق
نهايتها شمسي ... هي أول خبر ... حبر الشعر ... بارود حربكم ... وحمامة السلام ...
مصالحة مع الذات ... تكوروا مثل حنظلة ... يراها ويرفضكم ... لأنها بداية خطابكم
... دعاء صلاتكم ... موال أغانيكم ... سر يربطكم بها ... سر يوحدكم ضد كل ضد فيكم
... شمس لا تعرف خسوف أو كسوف ... وأنتم لا ترونها ... قطرات دم تدمع بها العيون
... وبسمات الربيع من شقائق النعمان ... واحدة
هي ... وحيدة موحدة ... كبيرة حينما ترونها ... صغيرة عندما تختصرونها بي
أنا ... وأنا ... آه من أنا ... كم قزمتوني ... كم جزءتموني ... كم نكلتم بي ...
وتصدقتم علي ... بالصبر ... وأحلام يقظة
... وصنفتوني بالمميز قسرا ... الممنوع من الصمت ... من الحياد ... من الكلام ...
لابد أن أتبع التبع ... وأسير بشوارعكم على طريقتكم ... وأن أتلون بكل أطيافكم ...
وأتمترس مع حلفاؤكم الغرباء ... جنون تطلبون ... وغباء الوعي تطرحون ... تكفرون
بعضكم ... تقتلون بعضكم ... تصنعون الغضب ... وتزعون الثأر ... بفوضى الحق تقتلون
الحقيقة ... الشمس حقيقتكم الوحيدة ... فرحتكم العنيدة ... دينكم الوحيد ... حزبكم
البديل ... فلا تحزنوا ... لا تقلقوا ... فالشمس تحبكم ... ترسل لكم النور والمطر
... الجاذبية و الحرارة ... وأفكار سريانية ... ووعد بجنات الخلود ... رقص وفرح
... هي جمال لكل وصف ... فلا تلوموا الشمس ... لوموا أنفسكم ... فأنتم السبب
بالفيضانات والكوراث ... والخوف الساكن فيكم ... رفضكم لحق الاختلاف بحبها ... لا
تقتلوا بعضكم من أجلها ... لا تقتلوا أنفسكم ... لا تقتلوا الحب فيكم ... الشمس
تريدكم كلكم ... بكل أطيافكم ... بكل ولاءاتكم ... بكل مذاهبكم ... وبكل أعلامكم
...الشمس أمنكم ... سلمكم الأهلي ... خليطكم الطائفي ... فلا خوف من حبها ...
فالشمس لكم كلكم ... هي شيعية بامتياز ...
هي سنية بامتياز ... هي يسارية حمراء ... وإسلامية خضراء ... ومسيحية بجدارة ...
هي الشرق الأصيل ... التاريخ القديم ... محبوبة الغرب ... وجوهرة الامبراطوريات
... هي شمس الجميع المختلف ... وعد القيامة القادم ... معجزة خالدة ... تشتعل
لتنير الحب فيكم ... هي الشمس ... وأنا ابن الشمس ... أنا لاجئ فلسطيني
بقلم خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
(8-12-2012)
No comments:
Post a Comment