كلمة : الخطاب الثقافي
الفلسطيني
يكمنُ المقاتل خلف سلاحه، أما المثقف
فيكمن خلف وعيه، بوعي..
الأول ألمع والثاني أعمق، الأول أقدس والثاني أبقى.
الأول فيض تضحية والثاني أصنع للتاريخ، طوبى لمن عاشهما معاً.
أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين جاء ليطمس ويزَور الثقافة والتاريخ والجفرافيا الفلسطينية. ومنذ البدايات واجة الشعب الفلسطيني هذا الاحتلال البغيض بالتمسك بالأرض وما تحمله من أرث عالمي كبير. وكان للمثقفين الدور الأكبر بمقارعة هذا الاحتلال من خلال نتاجهم الثقافي المميز.
الأول ألمع والثاني أعمق، الأول أقدس والثاني أبقى.
الأول فيض تضحية والثاني أصنع للتاريخ، طوبى لمن عاشهما معاً.
أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين جاء ليطمس ويزَور الثقافة والتاريخ والجفرافيا الفلسطينية. ومنذ البدايات واجة الشعب الفلسطيني هذا الاحتلال البغيض بالتمسك بالأرض وما تحمله من أرث عالمي كبير. وكان للمثقفين الدور الأكبر بمقارعة هذا الاحتلال من خلال نتاجهم الثقافي المميز.
إذا كان للمثقف أن يتحدث عن انتمائه وهويته، فهو
حالة فعل فكري وعملي يتكّون من البعد الوطني، يكون دوماً حيث يكون الوطن، أُناس
الوطن، وهو قومي عربي يتواشج مع هذه الأمة في تفاعلها مع هذا القطر منها، وهو
عالمي يتواصل مع العالم الشعبي وعلى رأسه العالم العربي، الذي يغلي دمه اليوم
حرصاً على دمنا. بهذا يتحدد انتماء المثقف الفلسطيني في المساهمة في بلورة الشخصية
الوطنية الفلسطينية وخاصة لأنها مستهدَفة، وفي إنتاج يكشف لقرائه البعد العروبي
لوجودنا، ويضعنا في قائمة الأمم التي تُحب الحياة وتقاوم الهيمنة بتنوعاتها. هذه
ليست أموراً عابرة، فهي تحتاج إلى إنتاج هائل ومتماسك، هذا عبء المثقف.
ومن أهم ما كان يراهن عليه العدو الصهيوني
في لجوء الشعب الفلسطيني إلى مناطق مختلفة في العالم وخاصة دول الجوار أن تمحى
ثقافة هذا الشعب مندمجة في الثقافات المحلية عندما قال المنظرين
الصهاينة"الكبار يموتون والصغار ينسون " .
وفي خضم التفاعل الوطني والقومي ساقت
المسؤوليات والتربية الثقافية للشعب الفلسطيني عدة شخصيات هامة ومرموقة تصدرت
العمل الثقافي العربي بل كانت من أبرز الأعمال التي تطورت مع تطور الموقف العربي
في الصراع العربي الصهيوني وكان هذا التطور يأخذ أوجه مختلفة من الشعر إلى النثر
إلى القصة والرواية المعبرة عن الخطوط السياسية القائمة .ورغم توزيع الفلسطينيين
في مناطق اللجوء إلا أنهم قد حافظوا على هويتهم الخاصة وتراثهم الشعبي وأجمع
الجميع في توجهاتهم نحو معالجة قضية الهجرة وقضية الوطن والحقوق وإن اختلفت الرؤية
والأساليب .
ونلاحظ من أسماء تعبر عن الثقافة الفلسطينية وإجماعها واتجاهها نحو الأرض سواء كان فلسطينيوا الداخل في عام 1948
أو فلسطينيي الاحتلال أو فلسطينيوا مخيمات الشتات والمهجر فكلهم انطلقوا من زاوية
واحدة ومن قناة واحدة هي قضية الوطن المسلوب وقضية الأرض والتغني بها .
ولنأخذ نظرة على الأداء الشعري فالبدايات
كانت مع موطني لابراهيم طوقان وأسأحمل روحي على راحتي لعبد الرحيم محمود في
ثلاثينيات القرن الماضي .
أما بعد التشتت الذي تلى النكبة فتناغم الشعر
الفلسطيني في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني من محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق
زياد شعلة من شعلات الأدب المقاوم وهم مقيمين في فلسطين عام 1948
وبالمقابل إذا نظرنا إلى مجموعة من الشعراء مثل معين بسيسو وهارون هاشم رشيد وطارق
الصيرفي وغيره من الأدباء مقيمين في قطاع غزة وأبى سلمة وعز الدين المناصرة وغسان
كنفاني ومحمود القيسي ومسعد محمد زياد وطلعت سقيرق مقيمين في مخيمات الشتات و
المهجر
وعلى سبيل المثال لا حصرفإن محمود درويش
الذي خرج من الأرض المحتلة ليلتحق بالثورة الفلسطينية وليكتب في معالجات شعرية معاناة شعبه. أما غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة
الشعبية الذي غنى وكتب لبرتقال يافا فلقد تم اغتياله وكما حدث أيضا لكمال ناصر ،
وكما حدث أيضا لناجي العلي رسام الكاركاتير المبدع وصولا للعالمية مع البريفوفسفور
ادوار سعيد.
من هنا نتفق أن الثقافة الفلسطينية توحدت بعوامل الاتجاه للحقوق الفلسطينية ولفلسطين التاريخية وعندما تغيرت تلك الأبعاد أصبح هناك خلل في الثقافة الفلسطينية أصبحت مهددة بالانسلاخ إلى عدة ثقافات تحمل أبعاد ثقافية مختلفة فعلى
سبيل المثال لا الحصر توحدت الثقافة الفلسطينية بالكفاح المسلح وفي الانتفاضة الأولى والثانية عام 1967 وعام 2002
ونتج عن هذا الاتحاد أبعاد اجتماعية تكافلية ثقافية تغذيها أواصر الالتحام في
المشكلة بمؤثراتها وأبعادها.
ولا ننسى أن لدور الاحتلال وللعامل
الاقتصادي مؤثر مضاد لوحدة الثقافة الفلسطينية كالتوجه نحو العمل في إسرائيل وارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالشيكل
والاقتصاد الإسرائيلي وأزمة المعابر والحصار .
ومازالت الساحة الفلسطينية تزخر ثقافيا بالعديد من الرواد الذين يعبرون عن الساحة الفلسطينية والثقافة الفلسطينية بأبعادها السياسية والثقافية مثل مريد البرغوثي
وتميم البرغوثي والشعراء والأدباء الذين مازالوا يتخذوا من الأدب والثقافة أداء لوحدة شعبهم الثقافية ويأخذوا الركيزة الأساسية للتمسك بالحقوق
" الأدب المقاوم .
يعني هذا الحديث الانتماء، وليس الانحياز،
انتماء إلى الذات، ودفاع فكري عنها، ودفاع كفاحي عنها، فالمثقف ليس لوحة جميلة
معلقة على الحائط، وليس مجرد فعلٍ عقليٍّ لا يطاله العنف السلطوي من فوق ولا من
تحت. وكل هذه خيارات في التحليل الأخير، وللتضحية بوابات تتنوَّع بتنوُّع الناس. .
المثقف هو الذي يقرأ جيداً النسيج الاجتماعي ليُبيِّنَ أن الانخراط في القضية الوطنية هو فرض عين لا فرض كفاية، فليست المقاومة هي همُّ حاملي السلاح وحدهم.
يدرك المثقف، ويعلن أن المسألة الوطنية والمسألة الاجتماعية لا تنفصلان، فالنضال واجب النساء والرجال، وتنمية المجتمع واجب الرجال والنساء، وهذا يكتنف مختلف القطاعات الاجتماعية العمالية والطلابية والفلاحية والبرجوازية الوطنية، كلٌّ مطالب بدور ينتج ، يبني ويحرِّر. .
لقد حمل حصول فلسطين على عضوية في منظمة اليونيسكو أكثر من دلالة، فالموقف العربي الذي احتشد لمنح فلسطين حق العضوية، والصوت الفلسطيني الذي علا في الحاضنة العربية، مثّل الدلالة الأولى في حجز المكان لشعب يُسرق تراثه يومياً، وتُنتهك مقدساته، ويُسلب موروثه الثقافي وجاءت التهديدات الأمريكية لتمثل الدلالة الثانية في السلسلة المفقودة، من حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي سلب الآخرين حرية الرأي والتعبير عن آرائهم.
المثقف هو الذي يقرأ جيداً النسيج الاجتماعي ليُبيِّنَ أن الانخراط في القضية الوطنية هو فرض عين لا فرض كفاية، فليست المقاومة هي همُّ حاملي السلاح وحدهم.
يدرك المثقف، ويعلن أن المسألة الوطنية والمسألة الاجتماعية لا تنفصلان، فالنضال واجب النساء والرجال، وتنمية المجتمع واجب الرجال والنساء، وهذا يكتنف مختلف القطاعات الاجتماعية العمالية والطلابية والفلاحية والبرجوازية الوطنية، كلٌّ مطالب بدور ينتج ، يبني ويحرِّر. .
لقد حمل حصول فلسطين على عضوية في منظمة اليونيسكو أكثر من دلالة، فالموقف العربي الذي احتشد لمنح فلسطين حق العضوية، والصوت الفلسطيني الذي علا في الحاضنة العربية، مثّل الدلالة الأولى في حجز المكان لشعب يُسرق تراثه يومياً، وتُنتهك مقدساته، ويُسلب موروثه الثقافي وجاءت التهديدات الأمريكية لتمثل الدلالة الثانية في السلسلة المفقودة، من حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي سلب الآخرين حرية الرأي والتعبير عن آرائهم.
لقد بدأت المحاولات عندما حصلت فلسطين على
عضوية مراقب في اليونيسكو على إثر خطاب الرئيس الراحل الأخ ياسر عرفات في الأمم
المتحدة عام 1974واعتراف الأمم المتحدة بعضوية منظمة التحرير الفلسطينية كمراقب في
الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي عام 1988 عندما تم الإعلان عن الاستقلال في
الجزائر، تقدمنا بطلب العضوية الكاملة لليونسكو في الدورة 26 للمؤتمر العام
لليونيسكو في العام 1989، ومنذ ذلك الوقت كان بند انضمام فلسطين مثبتاً على جدول
الأعمال، أي منذ 22 عاماً ونحن في كل مؤتمرعام لليونيسكو ينعقد، يتم تأجيل مناقشة
هذا البند للمؤتمر الذي يليه. وليس هناك ربط بين ما حصل في اليونيسكو والأمم المتحدة، فقبول
العضوية في اليونيسكو عكس إرادة المجتمع الدولي على رد الظلم والقهر الذي لحق
بفلسطين وشعبها، لكنه تصحيح لهذا الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا وحرمانه من أبسط
حقوقه. لذلك أننا لا نرى أن هناك ترضية أعطيت لفلسطين في منظمة اليونيسكو من أجل أن
تسكت فلسطين عن عضويتها في الأمم المتحدة. وباعتقادنا لا بد من استثمار ما حصلنا
عليه في اليونيسكو على المستوى السياسي، والاستناد عليه وعلى إرادة المجتمع الدولي
التي صوتت بكل قوة لصالح فلسطين.
وبعد أن وقَّعت منظمة التحرير الفلسطينية
على الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونيسكو ، تعد الآن ملفاتنا التي ستقدمها إلى لائحة
التراث العالمي التي ستسجل عليها المواقع التراثية الفلسطينية سواء كانت تراثية أو
طبيعية، ومن بينها موقعا الخليل وبيت لحم. والجديربالذكر إن إسرائيل حاولت خلال
الفترة السابقة تسجيل بعض المواقع الفلسطينية على أنها مواقع إسرائيلية على لائحة
التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، لكنها فشلت نتيجة لتصدي الجانب الفلسطيني
والعربي الذي كان يقف دائماً بالمرصاد لهذه المحاولات. ولدينا حوالي 20 موقعاً
مهيأ الآن لتسجيلها على لائحة التراث العالمي، ومن بين هذه المواقع التي ملفاتها
جاهزة هي موقعا الخليل وموقع بيت لحم. لذلك عندما تجتمع لجنة التراث العالمي خلال
الفترة القادمة ستقدم منظمة التحرير الفلسطينية هذه الملفات، ولتقطع الطريق على
إسرائيل من محاولاتها المتكررة، خاصة وأن إسرائيل حاولت تسجيل مسجد بلال بن رباح
المعروف ” بقبة راحيل ” وتسجيل الحرم الإبراهيمي الشريف على أنهما موقعان
إسرائيليان، لكنها لم تنجح، ولن تنجح في المستقبل بتسجيل أي موقع يقع داخل الأراضي
الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما في ذلك مدينة القدس الشرقية.
إن منظمة التحرير الفلسطينية على وفاق
وانسجام كاملين مع المملكة الأردنية الهاشمية في موضوع القدس، والجدير بالذكر أن
موقع القدس في عام 1981 سجل على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر من خلال
المملكة الأردنية الهاشمية كموقع عربي،ولم تسع الأردن إلى أن تسجل القدس كموقع
أردني على لائحة التراث العالمي، والانسجام والوفاق والاتفاق بيننا وبين الأردن لا
مثيل له، وقد تمثل هذا من خلال المجموعة العربية والتصويت الذي تم في منظمة
اليونيسكو، فموقف الأردن كان وما زال واضحاً فهو يقف دائماً مع الحق الفلسطيني في
القدس كون القدس عاصة فلسطينية بلا منازع.
إن ما تحقق في اليونسكو هو ثمرة النضال
الثقافي الفلسطيني، إننا نهيب مثقفينا بالاستمرار بالابداع الثقافي والنظر بفخر
واعتزاز لتراثنا الثقافي. أن الثقافة الفلسطينية عمل تراكمي نسجه مثقفين فلسطين
عبر النضال الطويل ضد المحتل وسيسمر حتى إقامة الدولة الفلسطينية وبعاصمتها القدس
الشريف وعودة اللاجئين بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد
للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده. وشكرا
خالد أبوعدنان
ولدت
لاجئا وأحيا مهاجرا
No comments:
Post a Comment