مقال
بعنوان : لن نحزن
يبكي قلمي على
صفحات المجد ليُلونها بالنصر الفلسطيني ، قلمي يكتب لفسطين قصيدة عشق أزلي أرضي
معشوقتي ... فهي سُكَرَتِي و مُسْكِرَتي وسَكرات جنوني ، لها أَشْعِرَ الشّْعرَ لِتشعُر
بشُعورِها مَشاعِري وهي بمَشاعِرَ شًعوري شاعرةُ شعّْرِ شِعري . يا وطني يا سحر
ساحر مسحور ، طيفك يطوف حولي طواف الناسك المتعبد ، أراك بكل ما يقع بصري عليه ،
أبصر بالبصيرة والبصّارة ما لا يبصره نظري إلهام من بصير بصّار بتهجيري عندك
وحنينك لي . وطني لا نفرح بالدم يلامس جسد الطاهر ، ولا نحزن بأن نفديك بالغالي ،
فأنت تستحق أكثر تستحق أن نحيى بكرامة فوقك يا قدس الأنبياء وقبلة الشهداء.
الفرح والحزن
سيان عندنا فلا فرحنا محزن ولا حزننا مفرح بل غضب وغضب وغضب على كل ما جرى وكل ما
يجري ولا نتفاؤل كثيراً بما سيجري . عدونا وسميرنا الانتظار فأين المفر من عدّ
ساعات الحرب ؟ وأين تذهب أفكارنا لما بعد الحرب ؟ نقف مع زمن لنتابع أخبار المكان ،
الذي كنا نعرفه وكل لحظة انتظار يأتينا دمار وتشديد الحصار . حسناً فليعد الحصار
أو يستمر الدمار سأبقى سمير الانتظار أسقي أرضي بدمي وأبني بعظام أطفالي بيت
الانتصار .
من قال أننا
نعشق الدم فهو كاذب كذوب كذّاب ، ولا نهوى قتل الصهاينة ولا نحب رائحة البارود والعيش تحت الأرض ، فلا
يُفرِحُنا بكاء أم جندي إسرائيلي على ولدها ، ولا خوف صغار الصهاينة ، ما يحزننا
تسعير غريزة القتل في المجتمع الإسرائيلي ، ما يغضبنا أن يتعلم أطفال إسرائيل أن
قتل الفلسطيني واجب ديني ووطني حتى ينعم هم بالسلام والأمن - على الرغم من أن
العرب غيّروا مناهجهم وألغوا ما يبيح قتل الإسرائيلين من كتبهم - استمر المنهاج
الصهيوني بصنع آلة القتل المبرمجة ضدنا ، وحتى لا ننسى أننا لسنا مثلهم ، فلا فرح
لقتل صهيوني ، ولا فرح الاستشهاد أحدنا ، ولا فرح لأنهم خافوا ، ولا فرح الا لأننا
صمدنا على أرضنا وفرح النصر وفك الحصار هو الفرح الحقيقي . فلا تشمتوا بأحد ولكننا
نتوعد كل من يقتلنا أنه سيقتل أو يحاسب على جريمته يوما ما أو حتى يوم القيامة .
الحزن فتة حربية
تجرح إنسانية وتعتقل الأمن والسلام ، تُهجّر أحلامنا لمخيمات الانتظار ، الحزن
مقبرة الإحساس وتعويذة ضد الفرح وأسطورة دمارللبشر والحجر وهزيمة لكلمة الحق، الحزن تراكم الآلام وهيكل
من الأوجاع ، الحزن سكون الزمان وتحرك المكان وقراءة مقلوبة للأحداث ، الحزن مجزرة
الأزهار وتحنيط دماؤنا أحياء وصبغة سوداء تدهن كل الألوان ، الحزن كرب الكفار وسم
يجري بعروق الفجار وأكليل لكل مجرم جبار ، فلن نحزن لنبقى ثوار .
أتغزل بالحزن لأُبهجَه
فيكسر زخرفي ويتجلى بشعاً مثل الدمار ، ويملأ المكان صمتاً مثل أصوات الشهداء ، ويُظلم
وجه الشمس مثل رعب أطفالنا . كيف أحب أن أحزن بتفاؤل ؟ وأرمي نشرات الأخبار بعيداً
عن وطني !!! كيف أتمنى لكم الحزن ؟ كيف يكون التفاؤل سلبيا ؟ كيف يكون الموت فرحا
؟ وبكل أوصافه فهو حزن مُحْزِن وحزين بكل أحزانه لنا ولهم ولكل من عاش بالحرب
يوماً. هي دعوة صافية من الغضب ومُهَرَّبة من أنفاق الحرب ومُجرَّبة من أكثر من
شعب ، لا تتشفى بقتلاهم ولا تغني بالجنة لشهداؤنا إن كل الموت محزن وكل حزن الحرب
يغضبنا لأننا نهوى الحياة بسلام .
نُعدّد شهداؤنا
وقتلاهم لنجّرم آلة الحرب الصهيونية ونرفع صوتنا عالياً نحن طلاّب حرية ، وإن كانت
كلابهم المسعورة تنهش دماء شهداؤنا وما تبقى من أشلاؤنا وتنكل بجراحنا وتعذب
أسرانا وتُثكل أمهاتنا فلن نحزن بل سنبقى نناضل بغضبنا الثوري ونعلّمهم أن من يهوى
القتل ويزرع الحزن ويقتل السلام لا يستحق الحياة الا بعدما يروّض بمدرسة المحبة والتعايش السلمي .
فلكل حرب هدف واضح ولكل مقاتل رسالة ولكل صامد كلمة ولكل فلسطيني حلم ، نريد دولة
فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين لديارهم والتعايش السلمي
بينا وبينكم . هل هذا كثير على حربنا الحالية ، إذن ستأتي حرب قادمة أو لتكن حروب
قادمة بالصواريخ بالقانون الدولي بكل أشكال النضال سنبقى نقاوم ولن نحزن وسيبقى
غضبنا الثوري حتى نحقق الحلم الفلسطيني .
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا
وأحيا مهاجرا
No comments:
Post a Comment