Sunday, 22 March 2015

خاطرة : البندقية الفتحاوية

خاطرة : البندقية الفتحاوية 
بين الصمت والسكوت تسكنين
لا يسمعكي أحد
لا يفهمون كلماتك
تصفنين في أصواتهم
وتعلنين أنكي موجودة
دون  أن تنطقي
أو حتى ترمشي
تتواجدي رغما عن الكلام
يقولون عنكي مديحا
تسكتي
يصرخون فيكي هجاءا
تصمتي
يقتربون أو يبتعدون
تصفني
فن التواجد حرفتكي
بين كلمات لم تقوليها
وهمسات لم تنطقيها
تلعنيهم بكل الحروف
تسرقي لغة السكون
بحضور ملائكي
وغرور شيطاني
وكأنكي لست منا
ولا يهمك أمرنا
وكل كلامنا عنكي
فلا تنتظري منا أكثر من كلمات
فنحن لا نقوى على الصمت
ونرفض أن نسكت
فأنت ما يجمعنا
وأنت ما يهزنا
قاتلة ومقتولة
مقسومة بيننا
ملعونة حروفك
أنت الصدق الغائب
إذا حضرتي تجمعنا عليكي
وإن غبتي تجمهرنا حولكي
أنصفينا
وتكلمي
خالد ابوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا

خاطرة بعنوان : يافا الآن

خاطرة بعنوان : يافا الآن
أجمل مدن الأرض والسماء ، معجزة تتكرر كل يوم عروس البحر ترقص لأطياف الأزرق ، تنثر رمل الوصال لبحرها وتغرس بغوطتها نهر ؛ ينابيعها فوران وفوار في نزهة المشتاق لعجمي العشاق  ؛ هنا عراقة الأرجوان العتيق في دول الأوائل  وتاريخ حضارة البدايات ؛ آثارها مسروقة من نجمة الجن ووصفها أنها عشيقة عفريت الماء ، مدينة هُدِمت خمسة وثلاثين مرة ؛ سحقوا أهلها وسحبوا بيوتها للركام ودفنوا حضارتها بأطلالهم ؛ هم ذهبوا أو بقوا ؛ يافا تعود كل مرة أغرب الفتن الإلاهية لحورية سقطت من الجنة وتجسدت بروح مدينة  .

يافا الشاطئ الجميل وشيطان يسير على ماء هي ملح وسكر وأيضا أرض البرتقال والبطيخ ، يافا المدينة الوسطية بين عاصمة الجبل مدينة الرملة وعاصمة البحرمدينة عكا ،  بداية الحج المسيحي حاضنة قبر روبين أكبر إخوان يوسف عليه السلام ،  طريق الهروب إلي مصر وخلط البداوة بالفلاحة بالتمدن ، أصولها عربية كنعانية بتميز التعايش السلمي بين أقلياتها التركية واليونانية والكردية ، أما عروبتها فهي شامية مصرية عراقية في توحد غريب لمدينة عَتّْقَها أهلها لتصبح بطعم خاص ،  مدينة الذوق الرفيع منذ أيام الرومان بوابة حضارية بين موانئ المتوسط .  هيرودوس تعرف على ابتكار النافورة في العجمي وفيثاغورت كتب نظرية التوحد بالنزهة وفي تلالها تزوجت إيزيس من إلة الشمس وصُنِع طبق الفول المدمس تكريما لجنود تحتمس وغفر الله ليونس - عليه السلام - فلفظه الحوت على شاطئها ،  وفي أرضها أُقر الرقص الشرقي كعبادة لآلهة المطر .

يافا منارة البحر ومخزن الجديد وغفر سواحلها يعرفوا رايات كل الدول ، تسألها المدن أخرى فهي جنية البحر مجنونة التجديد،  تكفر بالرتابة وتقتل تقليد فهي مصنع كل عريق ، رفضت وصاية المدن الكبرى وتمنعت على أن تصبح للسياسة عاصمة ، تسبح ببن الكبار وتحِن على الصغار وتعشق أمواج الأقدار .
يافا ليست قديمة بل عتيقة غريقة بالأسطورة تفجر خرافات الخلود ، تمسح حاضرها بقديمها وتلبس ثوب العروس المطرز وفي حضها جدائل شعرها المقصوصة وتنتظر فارس الفوارس وجبيشه الجرار وخيره المدرار، وجهها باسم بالأمل وعيناها تنظر بعمق إلي ما بعد الغد،  فغدا لن يعود حبيبها ولن ترقص على صدره ، فمازال بعيدا هذا الغد وهي تعلم أن لكل نهار آخر ولكل غاصب نهاية  .
يافا ملتقى العشاق ساحة الغرام الحلال شاطئ الحب العذري ،  كانت هدية العرائس زيارتها وشفاء المرضى عيادتها والتجارة مهنتها والسياحة صنعتها ، خطوط التماس بين عشق الحياة وحب الجمال  قارب يبحر في عيني ناظرها فلا يرى الا أسيرة تتزين لعرسها
 .
يافا تذرف دمعا على تل الربيع وتقرأ عليها من التاريخ كتابا : في أرض كنعان تكبر المدن دون أن تدوس على شقيقاتها ؛ فمهما كبرتي أبقى أنا يافا معشوقة الحب ولي أخواتي حيفا وعكا وأيضا غزة وعسقلان ، أما مدن الجبل فهي ثلاثين آخرهم اسمها صفد ؛ فبلاد كنعان كل المدن عواصم وعواصمنا تعصمنا أن يتوسع حكمنا ،  هنا أرض الممالك المتحابة وقنديل الحضارة المتجدد ؛ حضارتي تقول لكي يا صغيرتي لا تكبري سريعا فتموتي تسريعا وتتقطعي تسعيرا وتدفني عسيرا.

يافا الآن حاضرة مثل كل أوان فهي لكنعان ليوان ؛  يعشقها بحرها بلا طوفان ويسكنها نهرها بلا فيضان سالمة سليمة مستسلمة لقدرها ولحرية قادمة بعد غد يزرع الفرح لكل ذوي وجن من الأنس والجن لتفك خمار خمر الحشاشين وتقول أنا بنت فلسطين أنا قلب العشاق رقص المتيم سهر المتبول،  أنا أسيرة الشيطان يا عفاريت الغفران ، أنا يافا يافي يافو ويافيت ويافيس وأكثر من هذا أصل المخيمات ومجمع الرايات  ومتحف الانتصارات .

خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا

Saturday, 21 March 2015

الانتخابات في الثورة

مقال بعنوان : الانتخابات في الثورة
أصعب مهمة داخلية في أي حركة تحرر هي الانتخابات الداخلية لأنها حالة مرضية سببها الأساسي فشل قيادة الثورة بتحقيق النصر ضمن مقدرات الثورة ، لهذا السبب تكون الانتخابات عملية عسيرة الهضم على الأطر القاعدية فهي تتعامل مع واقع ميداني يتغير بشكل دائم ولا تكون له أهداف أبعد من تحقيق نصر ميداني محدود ، أما مفهوم النصر الشامل لكل مواقع النضال فيدار من قبل القيادة التي تثق بها الأطر القاعدية وتعتبرها المرجعية المخلصة ومفجرة الثورة ، هذا التكوين التنظيمي يجعل أي تغيير بالهيكلية يؤثر على فاعلية الأطر القاعدية الا إذا انتهجت القيادة أساليب ووسائل بعيدة عن الانتهازية الهرمية أو النرجسية الشيفونية .   

فالخلية الأولى تشكل قوالب متنوعة لحماية الثورة والمحافظة على ليونة أساليب العمل الميداني ، وهذه الليونة تمنح الثورة صفات مائية مما يساعد على تشكيل حلفاء وجبهات إسناد أضافة لاحتضان جماهير الثورة لكل فدائي يقوم بمهام نضالية ، هذه الليونة تمنح القيادة الميدانية والمركزية مرونة بتشكيل الأحلاف بأنواعهم المختلفة ( استراتيجي ـ مركزي ـ ميداني ـ مرحلي ـ مؤقت)  دونما إحداث أي تعديل في البنية الاستراتيجية في النهج الثوري المركزي وهي تشكل حزام الأمان الذي يحافظ على الكينونة الثورية لحركة التحرر.

كما يمنحها حرية اختيار الاتجاهات وطرق الاتصال مع حلفاء الثورة وتشكيلات الحامية لها مثل جبهة الاسناد والدعم وجماهير الثورة وأعداء عدو الثورة ، فيصبح هذا الكل المؤيد للثورة يفضل ثبات الثوري ويقاوم الديموقراطية داخل الثورة ، وهذا يعطي القيادة الثورية القوة داخل الهيكل البنيوي لثورة ومهابة لدى أعداء الثورة ، وفي أغلب التجارب الثورية كانت الانتخابات شكلية ولم تحدث أي تغيير حقيقي ،  لكن هناك ظروف العجز الثوري لدى القيادة التي تفشل في تحقيق مكاسب مرحلية أو أهداف الثورة مما يجعلها أقرب للانهيار أو الانشقاق العمودي .
إن وصول أي حركة تحرر لنقطة العجز الثوري يفقد قيادتها القدرة على الحفاظ على ثقة الأطر القاعدية ، ويبدأ في تشكيل طبقة القيادات وهي بالغالب تعمل بشكل فردي مما يجعلها ضعيفة الأداء وليس لها شعبية واسعة ، لذا تلجأ لأساليب ملتوية للحفاظ على نفوذها الفردي لخلق تكتلات ومحاور داخل الكيان الثوري ، مما يغير اتجاه الفعل الثوري من متصدي للعدو الي تصفية خلافات طبقة القيادات ، لذا فهذا الصراع  يقلل من قوة الحركة الثورية ويشتت حلفاء الثورة بين تعددية ومحاور طبقة القيادات ، فتتصدع الثورة من الداخل بسبب انحراف فكري يهدف لالغاء لغة الحوار بين طبقة القيادات التي تفتت الوحدة التنظيمية لأبناء الثورة ، مستخدمة فتنة المال السياسي وصناعة الأزلام ، مما يعطي شرعية للخروقات التنظيمية مثل الانفلاش والتجنح  ، فيصبح الرابط بين الأطر التنظيمية رابط مادي نفعي ، فتنتشر والمحسوبية والوصولية وكافة الأمراض الانتهازية.

إن هذه الأمور تفقد قيادة الثورة القدرة على فرض الانضباط والالتزام على الاطر القاعدية بسبب صراعات طبقة القيادات ، فتصبح مسألة الديمقراطية المركزية غير فاعلة والديموقراطية الشعبية ضرب من الخيال ، وتصبح الانتخابات لعبة مراكز قوى تحاول الاتفاق على صورة تمثيلية لحصة كل منها ، أما الأطر القاعدية فلا تمارس أي دور سوى دعم رأس هذا التكتل أو ذاك ، للحفاظ على مكاسب مادية دونما النظر لما يطرحه من أفكار تخدم الثورة في تحقيق نصر أو أحد أهداف الثورة .
 فيصبح أمل الأطر القاعدية بخروج قيادة جديدة تبث في شريان الثورة الطاقة اللازمة لاستعادة الوحدة التنظيمية لثورة ، ولكن طبقة القيادات القديمة تعمل على سحقها من خلال حرب صراع الأجيال ، مما يرهق القيادات الصاعدة ويجعلها قليلة الفاعلية ولا يمكنها من صنع واقع جديد قادر على إعادة الفعل الثوري وتوجيه العمل الثوري باتجاه عدو الثورة ، الا من خلال أمور صعبة المنال مثل القدرة المادية والنفوذ بين الأطر القاعدية.

إن الانتخابات في الثورة لا تغير أي شيء حقيقي فهي بند ملحق في أعمال المؤتمرات ، التي تقوم بعملية مراجعة حقيقية للمرحلة السابقة والعمل على التخطيط للعمل في المرحلة القادمة ودراسة علاقات الثورة مع الحلفاء وتعزيز لغة الحوار داخل الثورة وتقويم أخطاء الثورة  ، من خلال النقد البناء وبعد ذلك تتجمع التوجهات التي تشكل خطة عمل الثورة في المرحلة القادمة ، وتصبح بعدها عملية الانتخابات لمن هم أو هن قادرين على تنفيذ خطة العمل التي اتفق عليها المؤتمرين ،  فليس المهم الانتخابات بل خطة تخرج الثورة من مرحلة العجز الثوري .
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا

خاطرة بعنوان : عينانا

خاطرة بعنوان : عينانا
عسل يشع شهدا...  يناظر عيني وهو عين... يقرأني ليقر مقرأي...  فساهمه فراشة تتلهى...  تتنقل بين الجمال والحسن...  وتحن علي بنظرة حسن...  وتشكو الالم من غيري...  ولا ترى دمع بعيني... همساتها وان وصل لا تجرحني... فانا المنظور الناظر...ابحث عن شقاوة مغامر...  لا يرضى بالحضور العابر... يرى الالم ويصابر...  لعل الوصال صار له معابر...  يا حسنة في بياض عينها...  يا مقلة تتلهى بفوادي...  سرت عيني برؤياكي...  ولولا عيني ما كنت اراكي...  احسد كل من يراكي... وكل من تناظره عينكي...  تعالي لترقص عيوننا سويا...  وتطير فراشاتنا على الورد عليا...  ونسكن غيمة سرية...  لتبقى عيني لا تري الا عينك...  وتتملك عينكي عيني...  وتتوحد الرؤيا بين عينانا...  فترسم صورة وصالنا...  وتكتب اننا نعشق عينانا
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا